أقرَّ الإسلام معظم شعائر الحجّ الّتي كان العرب يؤدّونها، ونفى كلّ ما يمتّ إلى الأوثان وإلى أوهام الجاهلية، وربط الشّعائر الّتي أقرّها بالتصوّر الإسلامي الجديد، بوصفها شعائر سيّدنا إبراهيم عليه السّلام الّتي علّمه ربّه إيّاها. روى الإمام أحمد والطبراني في الكبير عن أبي الطفيل: قلت لابن عباس: يزعم قومك أنّه صلّى الله عليه وسلّم سعى بين الصّفا والمروة، وأنّه سُنّة؟ قال: صدقوا إنّ إبراهيم لمّا أمر بالمناسك اعترض له الشّيطان، فسابقه، فسبقه إبراهيم ثمّ ذهب به جبريا إلى جمرة العقبة، فعرض له الشّيطان فرماه سبع حصيات حتّى ذهب، ثمّ عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع، ثمّ تلّه (أي تلّ إبراهيم إسماعيل) للجبين، وعلى إسماعيل قميص أبيض: يا أبت إنّه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتّى تكفنني فيه، فعجله ليخلعه فنودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا. فالتفت إبراهيم، عليه السّلام، فإذا هو بكبش أبيض أقرن، أعين. قال ابن عباس: لقد رأيتنا نتتبّع ذلك الضرب من الكباش، قال ثمّ ذهب به جبريل إلى مننا، قال: هذا مناخ النّاس، ثمّ أتى به جمعًا، قال: هذا المشعر الحرام، ثمّ ذهب به إلى عرفة، هل تدري لم سمّيت عرفة؟ قلت: لا. قال: إنّ جبريل قال لإبراهيم: هل عرفت؟ قال: نعم، فمن ثمّ سمّيت عرفة. هل تدري لم كانت التلبية؟ قلت: وكيف كانت؟ قال: إنّ إبراهيم لمّا أمر أن يؤذّن في النّاس بالحجّ خفضت له الجبال رؤوسها ورفعت له القرى، فأذن بالنّاس بالحجّ!!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشيخ الطاهر بدوي
المصدر : www.elkhabar.com