* email
* facebook
* twitter
* linkedin
اهتم الأخصائيون في علم النفس الأرطفوني، بالمشكلات التعليمية التي يعاني منها بعض الأطفال المصابين بعدد من الإعاقات، مثل متلازمة داون أو التريزوميا، من أجل الحد من صعوبات التعلم، من خلال طرح بعض الدراسات وتطويرها، ومن ثمة تفعيلها ميدانيا، ومن هؤلاء مريم بن بوزيد، أستاذة محاضرة بقسم الأرطفونيا التي أجرت دراسة ميدانية، سلطت فيها الضوء على "دور الكفالة المبكرة في تطوير الفهم القرائي للنص المكتوب عند أطفال متلازمة داون".
المقصود من الفهم القرائي، حسب الأستاذة بن بوزيد، والذي أشارت إليه في معرض حديثها مع "المساء"، بمناسبة مشاركتها مؤخرا، في أشغال ملتقى حول الإعاقة بالعاصمة، هو عملية تربوية مهمة في القدرة على القراءة، وتشرح "المدرس في المؤسسات التعليمية يتكفل بهذا الجانب، حيث يأخذ على عاتقه مهمة تعليم الطفل المصاب بمتلازمة داون، لكن السؤال المطروح؛ هل يفهم هذا الطفل ما يقرأ؟ أم أنه يقرأ لمجرد القراءة فقط؟ مشيرة إلى أن ما ارتأت البحث عنه في دراستها، لأن الهدف من العملية التعليمية عند هذه الفئة من المتمدرسين ليست التعلم فحسب، إنما فهم ما يتعلمه ليتسنى له توظيفه.
الدراسة الميدانية، حسب محدثتنا، شملت 50 طفلا من المصابين بالتريزوميا، 25 منهم كان لديهم تكفل مبكر و25 لم يحظوا بالأمر، موضحة أن من نتائج الدراسة؛ وجود مستويات مختلفة للفهم بين الفئتين، والعينات التي تم العمل عليها، أعطت نتائج مفادها أن الفئة التي لم تحض بتكفل مبكر، تعليمهم ظل محصورا في المستوى الحرفي، أي أنهم لم ينتقلوا إلى مستويات الفهم المختلفة، وتقول "من هنا تظهر أهمية التكفل المبكر، حيث أوضحت النتائج المحصل عليها في 25 طفلا الذين استفادوا من التكفل المبكر، أن مستويات الفهم عندهم، لم تكن في المرحلة الحرفية، على خلاف البقية الذين أثبتت الدراسة أنهم انتقلوا إلى مرحلة الاستنتاج والفهم، أي أنه لا يبقى في مرحلة ترديد ما هو مكتوب فقط، إنما يصل إلى الشرح والتفسير وحتى الإبداع".
الوصول إلى تحرير طفل التريزوميا من المستوى الحرفي، أو بمعنى أصح "القراءة دون فهم ما يقرأ" يتطلب، حسبها، العمل على تفعيل الكفالة المبكرة من خلال تقديم خدمات طبية، اجتماعية، تربوية ونفسية للأطفال، تساعدهم على الاندماج قبل بلوغهم عمر الست سنوات، وتؤكد "هي المرحلة العمرية التي يكون فيها لديهم قدرة كبيرة على الاستيعاب"، مشيرة إلى أن المدارس الجزائرية اليوم، من خلال الدراسة الميدانية، تكتفي بمجرد التلقين بالاعتماد على الطريقة التقليدية، تقول "حيث لاحظنا أن اهتمام معلمي التربية الخاصة في المدارس الجزائرية بنشاط الفهم قليل، بالمقارنة مع القراءة وفك الرموز، في حين أن الهدف الرئيسي هو الوصول بالطفل إلى التعرف على الكلمة المكتوبة ومعانيها، دون محاولة تطوير أساليب الفهم وتنمية قدراته المعرفية، ممثلة في التركيز والانتباه، مما يجعل مستواه التعليمي محصورا في أدنى مستوى، وهو المستوى الحرفي".
من أهم المطالب التي دعت إليها الأستاذة من خلال الدراسة، الوصول إلى تجاوز المفهوم الضيق للقراءة، بالنسبة لهذه الفئة الممثلة في فك الرموز، والانتقال إلى اعتمادها كعملية عقلية تفاعلية بنائية، يمارسها القارئ مع المقروء، والتركيز على إعداد برامج ومناهج تربوية لتعليم القراءة ومهاراتها تتضمن الاستراتيجيات الحديثة، مشيرة إلى أن الأطفال المصابون بمتلازمة داون، لديهم إمكانية كبيرة للانتقال من المستوى الحرفي إلى مستويات الفهم والاستنتاج، والمطلوب هو الإسراع في التكفل المبكر، خاصة أن مورفولوجيا طفل التريزوميا تظهر عليه بمجرد الولادة، "مما يعني ضرورة الإسراع في التكفل، خاصة أن المراكز والمختصين موجودون في الميدان ويقدمون خدمات نوعية".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/12/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com