الجزائر - A la une

الجيل الثالث يعصف ب"أسرتك"، ال" ا.دي.اس.ال"والجزائر الإلكترونية



الجيل الثالث يعصف ب
منذ انفتاح سوق الاتصالات ببلادنا، والمواطن يعاني من البيروقراطية والرداءة وسوء الخدمة، والانقطاعات سواء في الاتصالات الهاتفية أو خدمة الأنترنت، غير أن مجيء الجيل الثالث أحدث ثورة وزوبعة عصفت بجميع البرامج والمشاريع على مدار أزيد من عشرية كاملة، والدليل النزيف الحاد الذي تعرفه مؤسسة اتصالات الجزائر من حيث الزبائن، بالاضافة إلى الإلغاء الكلي لمشروع "أسرتك" الذي اختفى الحديث عنه.أما مشروع الجزائر الإلكترونية فالحديث عنه قد يأخذ سنوات أخرى مثله مثل التجارة الإلكترونية التي يبقى الحديث عنها صوريا.وقد صدقت جميع تنبؤات الخبير يونس قرار، وتوقعاته الموضوعية لسوق الاتصالات عندما قال يوما "إن الثورة التكنولوجية ستكون عن طريق الهاتف الجوال". اليوم تأكد الوضع وأحدثت خدمة الجيل الثالث ثورة أنست الجزائريين معاناتهم الطويلة أمام طوابير مكاتب اتصالات الجزائر التي لا تتعامل بمنطق تجاري، بل إداري محض مثلها مثل أي بلدية في الوطن، فيجب أن تقدم طلبا مرفوقا بملف خاص تودعه لدى مكتب المؤسسة للبت فيه بعد فترة لا تقل عن الشهر، بعدها بإمكانك أن تبحث عن واسطة لتسريع الأمور وفي حال استجيب لطلبك فإنك تجد نفسك مجددا في طوابير أخرى لدفع فاتورة استهلاكك؟؟؟والنتيجة أن خدمة ال"ا.دي.اس.ال" بقيت رديئة ولم ترق إلى توقعات المسؤولين في الرفع من عدد المشتركين إلى المستوى المطلوب، علما أن اتصالات الجزائر توقعت في 2008 أن يصل عدد المشتركين في خدمة "ا دي اس ال" إلى 3 ملايين مشترك و6 ملايين مشترك في 2010، لكنها في 2015 وجدت نفسها مع 1.5 مليون مشترك فقط، وكان بإمكان المؤسسة أن تفرض نفسها من خلال المشاريع السكنية والأحياء الجديدة التي أنجزت خلال السنوات الخمس الأخيرة، بربط السكنات بخدمات الهاتف والأنترنت مثلها مثل الربط بالكهرباء والغاز والماء، وكما هو متعامل به في كل الدول التي تعوّل على هذه التكنولوجيا، وحتى الذين لديهم خطوط "ا دي اس ال" يشتكون من التعطلات والثقل.من هذا المنطلق جاءت خدمة الجيل الثالث لتعوّض عن الجزائريين الذين وجدوا فيها الملجأ والمتنفس فغاب الهاتف الثابت الذي يعد في البلدان المتقدمة هو الأصل، حيث يجد الفرد الانترنت في البيت، والألياف البصرية في مواقع العمل و"الويفي" في المساحات العمومية والمقاهي ولا يستعمل الجيل الثالث إلا في حالات نادرة، وفي الجزائر يحدث العكس تماما، حيث يستعمل الجيل الثالث في كل مكان البيت، العمل والمساحات..وانتقد الخبير بشدّة أداء مؤسسة اتصالات الجزائر، التي لم تبذل أي جهد بل إنها استخفّت بالجيل الثالث لكنها فوجئت بنزيف في زبائنها لتلجأ إلى مضاعفة كمية العروض بنفس الأسعار، لكنها ومن هنا يتأكد لنا أن المؤسسة تسّير بمنطق إداري وغير منطقي ولا مقبول في قطاع ديناميكي مثل الاتصالات والنتيجة 1.5 مشترك في الأنترنت مقابل أزيد من 8 ملايين 3جي والفارق كبير ولا مجال للمقارنة.والمشكل ليس في نوعية الخدمة، بل في العقلية وثقافة التسيير التي ما زالت تطغى على المنطق التجاري، كما أن غياب المنافسة حال دون تحرك المؤسسة، ومنه طالب المتحدث بفتح القطاع على الخواص تماما كما حصل بالنسبة للهاتف النقال على أن لا يكون الانفتاح صوريا، بالاضافة إلى تجديد الذهنيات وتغيّر الكثير في منطق التسيير الذي يجب أن يكون تجاريا بحثا.وقال السيد قرار، أن المؤسسة والجزائر ضيّعت العديد من الفرص التي حالت دون التحاقها بركب الدول المتطورة، والتي يبقى بلوغنا مستواها مؤجلا "ولن يكون غدا "مادامت العقلية الإدارية والبيروقراطية تسيطر على أداء القطاع الذي لا يحتكم لإحصائيات منطقية تسهل أداءه وتسطر لمستقبله.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)