تبقى فترة حكم رجب طيب أردوغان مرتبطة ارتباطا وثيقا بما صار يعرف إعلاميا بقضية "المطرقة" و هي الحادثة التي حاول من خلالها عدد من الجنرالات و قيادات في الجيش التركي الانقلاب على حكومة أردوغان.لكن الانقلابيين رأوا في وصولهم إلى السجون انقلابا أيضا على الجيش في محاولة للمساس به و زعزعته و راحوا يؤكدون على لسان دفاعاتهم بأنّ الأمر مدبر مسبقا للتغطية على فضائح الفساد و التي اندلعت في تركيا منذ وصول الاسلاميين و ظلت تبعاتها تتواصل و يسمع الناس كل يوم تفاصيل عنها و هي قضايا الفساد التي وصلت إلى غاية منزل طيب رجب أردوغان إذ متهم ابنه بفساد و قيل أنه قد فرّ إلى أذربجان...و معلوم أن تركيبة الجيش التركي تكاد تكون خاصة جدا لأنها لا تزال تحمل ترسبات الإنكشارية والتي تعتبر نفسها الوحيدة الحامية و المخلصة لتركيا و قد عرف مصطفى كمال أتاتورك كيف يوجّه هذه الشحنة من ولاء الجيش للدولة إلى جعله حاميا و بامتياز لعلمانية الدولة التركية رغم التمسك الكبير للشعب بقيم الإسلام ؛ و هذا الجيش لا يتوانى في قلب الحكومات التي لا تسير في منهج العلمانية أو تحيد عن مبادئ أتاتورك التي محت كل صلة بالشرق باسم الإصلاح السياسي و الاجتماعي و أيضا الاقتصادي فهو سادن نيران تركيا التي لا يتركها تخبو فهو الرقم المهم في كل لعب السياسة و مع ذلك فقد كان العائق الذي يقف في وجه الدخول إلى الإتحاد الأوربي لأن الوصفة التي يفرضها الإتحاد تؤكد على الدولة المدنية التي يمسك مصيرها بيدها و تعرف كيف تحتفظ بالعسكر داخل الثكنات إلا لوقت الشدة . و يوجد في سجل العسكر 4 انقلابات في فترة امتدت إلى 50 سنة ليظل هو المسيطر على كل مؤسسات الدولة إلى حد الآن و كانت المحاولة الأخيرة تلك التي شنها العسكر على مؤسس الجمهورية الثانية وبما أنّ الجنرالات المسجونين نفوا التهمة المنسوبة إليهم فلا أحد يفصح عن الأسباب الحقيقية المؤدية إلى ذلك. ترى هل طال حكم الاسلاميين في تركيا رغم أن اللمسة الدينية في السلوك الحكومي الحالي لا أثر لها؟علما أنّ حزب العدالة و التنمية يحكم البلاد منذ 2003 ،أم فعلا توغل الفساد إلى قلب الجيش و تناحرت الأجنحة بداخله و كان لا بد من إزاحة البعض للبعض و الانغماس في المحاكمات للتغطية على الفضائح؟ و مهما يكن من أسباب أدت إلى هذا الفعل فإنّ كثيرا من الأوساط تقول باستشراء الفساد في البلاد إن من جانب الجيش أو الحكومة ليحاول كل طرف التعجيل في القضاء على خصمه و وأد شهود تورطه في الفضائح.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/02/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ف ش
المصدر : www.eldjoumhouria.dz