الجزائر

الجيش الوطني.. صمّام الأمان



رهان عليه لحماية الجزائر من أي انزلاقاتالجيش الوطني.. صمّام الأمان
ع. صلاح الدين
دخلت الجزائر منعرجا حاسما في تاريخها ويبدو مستقبلها مفتوحا على عدة احتمالات في ظل الحراك غير المسبوق الذي يرافع الشعب من خلاله لتغيير جذري للنظام ويطالب برحيل رموزه معبّرا عن غضبه على سوء أداء مختلف الهيئات والمؤسسات.. ووحدها المؤسسة العسكرية نجت من الغضب الشعبي وحافظت على قوة روابطها بالشعب بعد أن أثبت الجيش الوطني خلال السنوات الأخيرة أنه جيش الشعب قولاُ وفعلاً ولذلك يراهن كثيرون على دور محوري يمكن أن يلعبه في هذه الفترة بما يحقق آمال الجزائريين ويحفظ استقرار الجزائر وتماسك شعبها باعتباره..
ونجح الجيش الوطني الشعبي صمّام أمان الجزائر في الحفاظ على صورته ناصعة البياض كمؤسسة تقوم بدورها على الوجه المطلوب لاسيما بعد أن رفع العديد من التحديات وفي مقدمتها دحر الإرهاب إلى درجة أن الجزائر أصبحت مرجعية في التصدي للظاهرة كما نجح الجيش في تأمين الحدود وإحباط مختلف مخططات محاولة زعزعة استقرار الجزائر مع مكافحة التهريب والجريمة المنظمة..
وإجمالا رفعت المؤسسة العسكرية التحدي الأكبر: حماية البلاد وأمنها من كل المخاطر سواء على الحدود أو في الداخل بل شاهدنا حضورا قويا للجيش حتى في الاضطرابات الجوية حيث كان دائما سندا حقيقيا للمواطن على الأقل على مدار السنوات الأخيرة وهو ما جعله يكتسب رصيدا كبيرا في أوساط مختلف فئات الشعب الذي عبّر مرارا وتكرارا عن التحامه مع قيادته وقد كان اسم الجيش حاضرا بقوة في شعارات المواطنين الذين كثيرا ما رددوا عبارة جيش شعب.. خاوة خاوة خلال مسيرات الحراك الشعبي الذي بدأ يوم 22 فيفري الماضي.
وفي هذه المرحلة الحساسة بالذات يواصل الجيش تأكيد التحامه بالوطن والمواطن وهو ما تجلى في خطابات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح الذي عبّر عن إعجابه بتحضر المواطنين وتجاوبه مع انشغالاتهم الأساسية وقد صرح يوم الإثنين الماضي أن الشعب الجزائري أثبت في هذه الظروف الحالية حسّا وطنيّا بل وحضاريّا بالغ الرّفعة ينمّ عن وعي شعبي عميق أذهل الجميع في كافة أصقاع العالم ففي ظل هذا الوعي المدرك لقدسية الوطن ولأمنه واستقراره أجدّد اليوم ما تعهدت به أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ بأن الجيش الوطني الشعبي سيكون دوما وفقا لمهامه الحصن الحصين للشعب والوطن في جميع الظروف والأحوال فكل ذي عقل وحكمة يدرك بحسه الوطني وببصيرته البعيدة النظر بأن لكل مشكلة حل بل حلول فالمشاكل مهما تعقدت لن تبقى من دون حلول مناسبة بل وملائمة هذه الحلول التي نؤمن أشدّ الإيمان بأنها تتطلب التحلي بروح المسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت بإذن الله تعالى وقوته .
ومن الواضح أننا مقبلون على منعرج حاسم في تاريخ الجزائر ويُنتظر أن يلعب الجيش الوطني دورا حاسما في ضمان الانتقال الديمقراطي نحو تحقيق مطالب الحراك الشعبي الذي تجاوبت قيادة الجيش في الآونة الأخيرة معه مؤكدة قوة علاقتها بالشعب حيث صرّح قايد صالح قائلا: لطالما ركّزت في مداخلاتي على العلاقة الوطيدة التي تربط الشعب الجزائري بجيشه الذي هو جزء لا يتجزأ منه ومن هذا المنطلق بالذات فإن ثقتي في حكمة هذا الشعب وفي قدرته على تجاوز كافة الصعاب مهما كانت طبيعتها غير محدودة بل ومطلقة وإنّي على يقين تامّ أن الشعب الجزائري الذي لطالما وضع مصالح البلاد فوق كل اعتبار يحوز ويملك من الإمكانيات الضرورية لجعل بلده يتفادى أيّ وضع صعب من شأنه أن يستغل من قبل أطراف أجنبية لإلحاق الضرر به .
وانطلاقا من هذا تبدو مفاتيح الحل وفق متتبعين كلها أو أغلبها بين يدي المؤسسة العسكرية التي تُعقد عليها آمال كبيرة في حماية الجزائر من أي انزلاقات أو مآلات غير إيجابية للحراك الشعبي الحضاري..
للإشارة فقد عاد شعار جيش شعب.. خاوة خاوة ليصدح بقوة في مسيرات الحراك الشعبي السلمي الذي تشهده مختلف ولايات الوطن.
ولم يقتصر الأمر في الجمعة الخامسة من جمعات الحراك على الهتافات بل تعداه إلى رفع لافتات تؤكد تلاحم الشعب الجزائري مع الجيش الوطني الذي يبقى صمّام أمان الجزائر وشعبها..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)