كشف جيلبير أرجلاس، أن فرنسا استخدمت الغازات القاتلة خلال ''حرب الجزائر''، وذكر في شهادة نشرتها صحيفة ''ميديا بارت'' الإلكترونية، أول أمس، أنه خلافا لما تدّعيه السلطات الفرنسية، استخدم الجيش الفرنسي الغازات ضد المجاهدين بمنطقة القبائل سنة .1961
ورد في شهادة لجيلبير أرجلاس، وهو جندي فرنسي شارك في ''حرب الجزائر''، أنه كان شاهدا على لجوء الجيش الفرنسي لاستعمال الغازات القاتلة للقضاء على المجاهدين خلال الثورة. وأرجع الحادثة إلى ربيع 1961 بمنطقة القبائل، وبالضبط في قرية ''توريرت منفلات'' التي تطل على جبال جرجرة. وجاء في شهادته: ''كنا نستمع لدوي التفجيرات ذلك الصباح، وأدركنا أن قواتنا الرابضة قريبا منا كانت بصدد الشروع في عملية عسكرية. وقصد معرفة تفاصيل أكثر، اتصلت بالكتيبة السابعة التي كانت تقوم بالعملية. ورفقة النقيب سي. أم المعروف جيدا في غرونوبل، أخذنا نستمع عبر الراديو لسريان العملية. وفجأة سمعنا جنودا فرنسيين كانوا محاصرين عند سفح الجبل يرددون: ''لاكسيا، لاكسيا، هنا ألفا بي، أوقفوا الغازات سوف نموت كلنا''.
ولم نسمع أي رد من قبل القيادة. ثم سمعنا اتصالا آخر من هؤلاء الجنود وكانوا يرددون: ''أوقفوا الغازات، الرجال يموتون أمامي''. ومرة أخرى لم نسمع أي رد من قبل قيادة الكتيبة السابعة.
وذكر أرجلاس أنه اتصل بواسطة جهاز الراديو الذي كان بحوزته بقيادة الكتيبة السابعة ليخبرهم عن وجود اتصال من قبل فريق ''أكاسيا'' لكنه لم يتلق أي رد. موضحا أن النقيب سي. أم المعروف بمناصرته وتحمسه للحرب في الجزائر، اتصل بدوره بقيادة الكتيبة السابعة فجاءه الرد التالي: ''عليكم بمغادرة التصنت فورا، لا حاجة لكم لاستعمال هذا التردد''. ويوضح أرجلاس أن قيادة الكتيبة السادسة التي كان ينتمي إليها اتصلت به بعد بضعة دقائق، وأمرته بمغادرة التردد فورا. وأضاف: ''قررنا الصمت، وعدم التطرق للحادثة، لكننا بقينا نتصنت (...) وأثناء الليل علمنا أن ثلاث ''فلافة'' قتلوا خلال العملية، ومن الجانب الفرنسي قتل ثلاثة جنود كذلك دون أن نعرف تفاصيل أخرى''.
وعقب هذه الحادثة، ذكر أرجلاس أن القيادة العسكرية قامت بنقله إلى ساحة العمليات مع تحذير تجنب إسناده مسؤولية قد تجعله يتعرف على الأسرار العسكرية. وختم شهادته بما يلي: ''هذا ما كنت شاهدا عليه.
وعليكم باستخلاص الأحكام، وفيما يخصني أعتقد أنني كونت القناعة التالية، لقد تم استخدام الغاز خلال حرب الجزائر، ولا يمكن تفسير صمت السلطات بخصوص هذا الموضوع، إلا بنواياها السيئة''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/08/2012
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : حميد عبد القادر
المصدر : الخبر 2012/08/21