تمثل إشكالية الثقافة منذ الآن، حقلا أساسيا لأجل الاشتغال على نظريّة الترجمة. إذ أنّنا نتموقع في مستوى التربة الأركيولوجية؛ أي على مستوى أساليب الوجود التي تميز الثقافات في تفاعلاتها مع أساليب الترجمة. وباعتبار أنّ الترجمة لن تكون أبدا عملية حيادية؛ فإنّه يتعيّن علينا إبراز تدخّلات المترجم والتي ينجزها في إطار انتمائه لهذه الثقافة أوتلك. ولا يجب إذًا تشييء الثقافة؛ بل علينا أيضا إظهار التدخّلات ذات الطابع الفردي المحض. وبما أنّ العلاقة مع الثقافة هي من الأهميّة بمكان وكون المترجم يقع في صلب علاقات الغيرية؛ فإنّه يشكلّ من خلال نشاطه الترجمي هوية لثقافته الأصلية. ويتعيّن علينا اليوم الانتقال من إثنومركزية سلبية تقوم على طمس الآخر، إلى إثنومركزية إيجابية تنجز من خلال إظهار الآخر، مهمّة من مهام تشكيل الثقافة الأصلية. إنّ الكشف لأجل الهوية يمرّ عبر نقد الثنائية المفرطة في التبسيط بين "أنصار اللّغة الهدف – وأنصار اللّغة المصدر"، التي هي سجينة اللّغة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد داود
المصدر : معالم Volume 8, Numéro 1, Pages 13-27 2017-05-01