الجزائر

الجمهورية تقاسم نزيلات مركز إعادة التربية بحي الصديقية بوهران وجبة الإفطار



الجمهورية تقاسم نزيلات مركز إعادة التربية بحي الصديقية بوهران وجبة الإفطار
خصصت الجمهورية زيارتها ليلة الاثنين لمشاركة نزيلات مؤسسة إعادة التربية بحي الصديقية وهران وجبة الإفطار التي كانت في جو خاص بعيدا عن الدفء الأسري و تجمع العائلة حول مائدة رمضان في هذا الشهر الكريم لفتيات لا يتجاوزن 17 سنة وجدن أنفسهن بهذا المكان لسبب أو لآخر ...كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة والنصف قبل الافطار حين توجهنا إلى مركز إعادة التربية بحي الصديقية لرصد الجو العام داخل هذه المؤسسة العقابية قبل وبعد الإفطار وبالفعل وبمجرد وصولنا إلى المكان كانت مديرة المركز في انتظارنا مرحبة بنا رفقة النزيلات اللواتي كن على علم مسبق بحضورنا .....اخترقنا الأسوار لنتقرب من حكاية كل فتاة متواجدة بالمركز ...فضلنا مباشرة التوجه إلى المطبخ فضولا منا لنتأكد و نتيقن من نظافة المكان وفعلا لم تخب آمالنا و شاركنا الطباخات تحضير الإفطار بإعداد "الحريرة "والبوراك وطبق البرقوق والفاصولياء وأطباق السلطة بكل أنواعها ..و عند آذان المغرب تنقلت النزيلات إلى القاعة المجاورة للمطبخ لأداء فريضة الصلاة ،وبعدها اتجهن للجلوس في طاولة الافطار التي أصر طاقم الجمهورية على مشاركتهن الإفطار عليها لتكسير جدار الصمت ومد جسر الحوار و فعلا كان لنا ما نريد ....و حول سينية القهوة و الشاي و الحلويات وقلب اللوز والشامية تجاذبنا أطراف الحديث و لم نجبر أية واحدة من النزيلات على سرد حكايتها وسبب مجيئها إلى هذا المركز ،لكن فرحتهن بحضورنا عند ما قاسمناهن مائدة الإفطار و الجو العائلي الذي طبع المكان جعل كل واحدة منهن تسارع إلى قص حكايتها .. * تركني والداي أواجه مصير ي بمفردي(س.ك) فتاة لا تتجاوز 14 سنة ، أوقعها القدر و المكتوب في متاهة الحياة فلم تجد من يأخذ بيدها لاسيما أن زوجة أبيها طردتها من المنزل بعدما أنزلت عليها كل أنواع العذاب لتفر عند إحدى قريباتها التي لم ترحمها أيضا وسلطت عليها أشغالا شاقة فلا أكل ولا شرب بل على العكس كانت تنهال عليها ضربا وتخرجها إلى فناء المنزل في عز الشتاء حتى أنها في غالبية الأحيان تطردها إلى الشارع وعليه اتجهت إلى مركز إعادة التربية هروبا من قساوة المجتمع وهي الآن حسب قولها مرتاحة وتشعر بالأمان في هذا المركز الذي أعاد لها إبتسامتها لتقاطعها إحدى الجالسات بقربها و تقول أنا أيضا كان لي مصير مشابه وإن اختلفت الأسباب لكن النتيجة واحدة فوالداي اختار كل واحد منهما بناء أسرة جديدة ليتركاني أواجه المصير المجهول وأجد نفسي في آخر المطاف بهذا المركز وتعيد القول أنها ليست نادمة بل على العكس لأنهاد وجدت العائلة التي كانت تبحث عنها في هذا المركز لم يكن على "ع س " القدرة على الكلام بعدما أجهشت بالبكاء لتقول أنا ضحية رفقاء السوء لا غير وقد وجدت نفسي في هذا المركز الذي هو أرحم بكثير من الشارع وفعلا عثرت فيه على الحضن العائلي و الدفء الأسري ،فالمركز أعطاني ثقة و إصرارا على مواصلة الحياة التي أتفاءل بها خيراً ، وأنا الآن أتابع دراستي التي انقطعت عنها منذ زمن... أما "ط.ذ "فلم ترغب في الحديث كثيرا لتقول أنها بخير فرغم قساوة المجتمع الا أنها وجدت صديقات عوضنها على ما عانته منذ سنين و هي الآن بصدد التحضير لاجتياز مسابقة الطبخ تحت إشراف مكونين من مراكز التكوين المهني و قريبا ستلتحق بعائلتها التي سامحتها وستبدأ مشوار حياتها من جديد وبعزم كبير وتشكر القائمين على المركز الذين تفهموا وضعيتها لتقول بصوت منخفض نعم "استحملوا حماقتي ".أما أصغرهن فلم تقل شيئا لكنها فرحت جدا إذ وبمجرد خروجها من هذا المركز سيعقد قرانها مع شخص تفهم وضعيتها وتأمل أن تؤسس معه في المستقبل عائلة مليئة بالحب والحنان علما أن هذه الفتاة من حفظة القرآن وتحصلت على جائزة في التجويد كما قات لنا و حتى نلطف الجو و نضيف عليه نكهات الفرح بعدما اتسم بالحزن والكآبة و بابتسامة عريضة توجهت إلى إحدى الجالسات التي كانت بجواري و ببنية أيضا ضعيفة توجهت إليها بسؤال هل أنت أيضا أتيت إلى المركز طوعا فأجابت لا ثم أعادت القول تيقنوا أنني لست نادمة ولو كنت أعلم بالمزايا المتواجدة به لجئت إليه بنفسي أطرق الباب الكبير "مؤكدة لنا أنها تقضى أيام هذا الشهر الكريم في جو عائلي ملؤه الحب والحنان. * المركز أعطاني ثقة و إصرارا على مواصلة الحياةوبصوت منخفض بدأت "م.ن" تسرد قصتها معاتبة على والديها الذين لم يتفهموا مرحلة المراهقة ، بل على العكس قابلوها بالانتقادات و أحيانا الضرب والشتم تقول أن والدها كان شخصا صعب المزاج ولا يطاق وكان جميع أفراد العائلة يخشون غضبه حتى والدتها كانت لا تعرف طريقة للتعامل معه وهي الأخرى كانت تضربها في جميع الحالات ودون إنصاف لكن في هذا المركز وجدت المحيط الملائم وحاليا تتقاسم مائدة الإفطار مع الآخرين في جو عائلي رغم أنها بعيدة عن منزلها وتشتاق أحيانا إلى إخوتها. الندم والحسرة والآمال بالخروج بشهادة تأهيل أوديبلوم أوحرفة ، أهمّ ما تفكر فيه هذه الفتيات ورغم المعاناة والظروف الصعبة أنهنّ أكثر إصرارا على الحياة وتخطي الصعاب. وقد انتهجت مؤسسة إعادة التربية عدّة وسائل وبرامة لتمكين الفتيات من تجاوز المحن التي تعرضن إليها من خلال ورش لتخطى هذه المرحلة والبدء من جديد ، فالنزيلات بعين المكان بإمكانهم الخياطة أو صناعة الحلويات او غيرها من الاختيارات المتعلقة بالمرأة كل حسب مستواها التعليمي. * الكثيرات يفضلن الزواج وتكوين أسرةو في هذا المكان تعتبر المكتبة المكان الوحيد الذي تبحث فيه المقيمة بالمركز عن صديق وفعلا فالمكتبة تضم العديد من العناوين هذا ما التمسناه ونحن نزور هذا المعبد الذي أعطته الإدارة أهمية كبيرة لتثقيف الفتيات إضافة إلى أنهن في هذا المركز قد تستفدن من تكوين مباشر على يد إطارات من مراكز التكوين المهني التي وضعت تخصصاتها المختلفة والمتنوعة في خدمتهن والمشجع في الأمر أن العديد منهن يواصلن دراستهن داخل هذه المؤسسة وكلهن إصرار على النجاح والحصول على أعلى المعدلات. وفي هذا الإطار كانت لنا دردشة مع مسؤولة المركز التي أكدت لنا أن العديد من المقيمات تحصلن على ديبلومات وشهادات تأهيلية لمجابهة الحياة ،لكن الكثير منهن يفضلن الزواج والمكوث في البيت وتكوين أسرة وفعلا فالمؤسسة قامت بتزويج العديد من الفتيات حسب رغبتهن وهن الآن سعيدات في حياتهن الزوجية وهذا حسب الخرجات التي تقوم بها لجان المتابعة والمعاينة. خرجنا من باب المركز بعد ساعات من الحديث الشيق والممتع وما يمكن قوله أن جميعهن يأملن في غد مشرق وحياة أفضل لاسيما أن العديد منهن قد افتكت حرفة ملائمة لها لمجابهة مشاكل الحياة وما يمكن قوله أن الحياة تتواصل وتتجدد بحلوها ومرها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)