كان لأهالي منطقة تارقة و زوَارها أول أمس موعد للوفاء من خلال وعدة " وعد رجال البلاد " تحت وقع البارود و رقص الخيل و أقوال البرَاح ، ووسط جموع الحاضرين من راقصين و مصفقين عزم أهل المنطقة و شيوخها أن يجعلوه موعدا للقاء الأحباب و إعداد الولائم من مأكولات ومشروبات كان سيَدها طبق " الكسكس" الذي تعدَه نسوة منطقة " تارقة " .خيم لبيع لوازم الخيل والملابس التقليديةكانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا عندما وصلنا إلى منطقة تارقة الساحرة ، ولأننا لم نألف التجول في أحيائها وشوارعها سألنا المارة وسكان المنطقة عن مكان الوعدة الشهيرة ، ليتم إرشادنا مباشرة إلى عين المكان ، حيث قال لنا بعض المقيمين إن الوعدة تشبه إلى حد كبير الاحتفالية ، حيث ينظمها الأهالي و يدعون الكثير من الأصدقاء من داخل و خارج الولاية للقاء الأحباب و التعارف من أجل توطيد العلاقات عن طريق الصداقات الجديدة و تثمينها بمختلف الأشكال كالتبادل التجاري و المصاهرة و ليست كما هو معروف بتنظيم " وعدة " تبرَكا برجل من الرجال الصالحين ، حين التحقنا بموقع تنظيم الاحتفالية صباحا وجدنا العديد من باعة مختلف السلع من مواد استهلاكية و ملابس و أدوات من الموروث الثقافي على غرار الأواني و الملابس التقليدية و لوازم الخيل ينصبون خيمهم ، فمنهم من يضع طاولته المغطاة بالشمسيات و ومنهم من يعرضها على مركبته الخاصة ، في حين فضل البعض الآخر يبع الحلويات وآخر يعرض شايا و قهوة و ذاك مشروبات باردة ، بعد قليل لمحنا مركبات كبيرة و عتاد يحوم بالمكان لرش الأرضية ذات التربة الحمراء بالماء . رقصات شعبية تستهوي الزوار كانت التحضيرات تجري على قدم و ساق إلى ما بعد عصر اليوم ، حيث بدأ الأشخاص يتوافدون بكثرة على المكان ، و انطلق البَراح " توفيق" و صديقه في ترديد أقوال المدح و الدعاء و الترحيب،و كان "القلاَل" حاضرا ليدوَى بضرباته المكان ،جلس الشيوخ بركن بعيد عن أشعة الشمس يلاحظون ما يدور بالموقع مزينين بملابسهم و لحيَهم البيضاء "القعدة" ، و كان "الخياَلة " و"الفرسان" يزينون خيولهم ، لتبدأ مظاهر الاحتفال تزيَن المكان ،إلى أن بلغت ساعة العصر حيث انطلق الفرسان على ظهور الخيل يتسابقون رقصا و ضربا للبارود ، ورسمت هناك الكثير من صور زينتها ألوان الفلكلور المتنوَع ، وصار الموقع شبيها بموقع عرس بدوي زاد روعته الضيوف الذين قدموا من مختلف المناطق. انطباعات رصدتها : عائشة محدان بن شيحة قادة : " موعد لتحقيق المكاسب الاجتماعية والاقتصادية " الوعدة موعد لتحقيق المكاسب الاجتماعية و الاقتصادية ، موعدنا اليوم ليس بموعد وعدة وإنما هو موعد بما اسميناه منذ زمن "وعد رجال البلاد" ، هو لقاء الأحباب و التعارف و الاسترزاق و الفرح، فهناك من الشباب من يبيع سلعه و يحقق أرباحا وفيرة عكس ما يحققه في الأيام العادية ، و بذلك يكون تنظيم هذا الاحتفال هدفا اجتماعيا و اقتصاديا . فاطمة الدرويشة : " الله يحفظ البلاد " الله يحمي هذه البلاد و رجالها ، ندعو الله أن يحفظ هذه البلاد و يحفظ الرجال القائمين على إحياء مثل هذه المناسبات ، وقد عهدت منذ سنوات أن أسافر من مكان إلى آخر لحضور مثل هذه المناسبات التي تسمى بالوعدات، لكن أذكر أنَ احتفالية اليوم ليست بوعدة و إنَما " وعدا ". بلحمر جيلالي : " مناسبة لتزويج الأبناء والبنات "نوطَد من خلال هذه الوعدة علاقات الصداقة ، حيث يخطب الرجال لأبنائهم و بناتهم ب " وعد رجال البلاد "، نحقَق الكثير من المكاسب كربط الصداقات و توطيد العلاقات القديمة ، و المصاهرة بحيث يتفق الرجال على تزويج أبنائهم و بناتهن، و يتم تحديد مواعيد للخطبة و الزفاف بالمناسبة، كما يحتفل الجميع بيوم يجتمع فيه الاحباب من مختلف المناطق و تنشغل الكثير من النسوة داخل البيوت بتارقة بتحضير وجبة الكسكس لإطعام الضيوف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/08/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عائشة محدان
المصدر : www.eldjoumhouria.dz