كانت سيدي الجيلالي جنوب ولاية تلمسان إبان حرب التحرير الوطني بحق قلعة للتموين و التكوين الحربي سياسيا و عسكريا ما ادى بها لفرض الحصار ودفع الهيمنة الإستعمارية بخريطة العمل الفدائي وأولوية النضال ومن أبنائها السباقين في الكفاح المسلح المجاهد "الجيلالي الواد" المعروف لدى عامة الناس عبر القطر الجزائري بصالح النهاري كإسم إلتصق به وأضحى كنية منذ بداية الخمسينيات فترة إلتحاقه بجبهة التحرير الوطني و اصبح من خيرة محاربيها ضد البوليس الفرنسي و يشهد له التاريخ بولاية تلمسان بأنه نفذ تكتيكات وعدة خطط ناجحة بالحدود الجزائرية المغربية بطلب من الرئيس الراحل هواري بومدين آنذاك حيث أمره بالهجوم على أربعة ثكنات بمعية مائة (100 جندي) بالشريط الغربي من بينها مقر شرطة سيدي عيسى التي قام جيشها بالإعتداء على منطقتي القور ولبويهي بنفس الإقليم الجنوبي وراح ضحيتها العشرات من فدائيي و أبرياء وعزل هذه القرى بالحرق الجماعي وبغية الأخذ بالثأر فقد طلب "النهاري"حسب شهادة لا يزال -مكتب الجمهورية- يحتفظ بها عندما كان على قيد الحياة وزرناه بمنزله ليقدم حجته الصحيحة في حق نضال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حين زراد تأدية اليمين الدستوري أثناء إنتخابه لعهدته الثالثة ،أن ما قام به برفقة هذا العدد من المناضلين الأحرار نزع أنف و أذن كل عسكري يعدون بالمئات لتورطهم بالدليل القاطع في الجريمة البشعة التي تفحمت بها اجساد أهالي الدشرتين المذكورتين وأصبحت رماد في هنيهة جد قصيرة كما تم حرق شاحنة عسكرية تابعة لهم بعبوة ناسفة من صنع كتيبة الشهيد "قاسمي النهاري " المنحذر من نفس قبيلته إلى جانب هجوم مماثل لثكنة "تيولي"التي تمت بين المجاهد صالح وأحد القادة المغاربة المدعو"عطاء الله_ و 100 جندي من الكتائب المتكون على يده.ومن القصص التي تسرد نفسها مدى تاريخ الثورة الجزائرية وبحضور المجاهد تلك المتعلقة بالهجوم الفجائي" لثكنة ثنة الساسي" وخطط لها "بوخروبة"(هواري بومدين) والذي إستغلا معا بذكاء مساعدة مصطفى المغربي شخصية مغربية لها باع في السياسة الحربية ومد لهما يد العون في تقمص دور"البياع" الذي ألبسوه معطفا ذو نجمتين لمعرفة ما يدور حول الثكنة وما يجري بداخلها وهو ما حقق نصا كبيرا للترصد لشاحنة تقل عساكر الجيش الفرنسي تم تفجيرهم وأدت كذلك خلسة"الحركي" للثكنة لنقل عدة أسرار تخص الجهاز الأمني الفرنسي وتوالت عملية قنبلت مجموعة من الشاحنات وهكذا عمت الفرحة في وسط قيادة جبهة التحرير الوطني لما تجسد في الميدان سيما عندما خربت الثكنة . لقد خاض الحاج النهاري رحمة الله عليه وجعل أعماله الصالحات في ميزان الحسنات.
* أسد الجهة الغربية
إشتباكات مع العدو في نقطة جغرافية جد حساسة بإعتبارالإقليم الحدودي للجزائر و المغرب كان بوابة فاصلة للنشاطات التحررية ومحل شبهات جهادية والتي ساهم بجنبه المجاهدعبد العزيز بوتفليقة القاضي الأول في البلاد بمتابعة قضية إعداد و تهيئة مغارة بمنطقة "لبطيم بمدينة مغنية " وبإشراف من مائة جندي و17 ضابطا من الجبهة و بتكتيك هواري بومدين وهذا بغرض مراقبة تحركات عساكر العدو وحفر كهف بمسافة ال8 كلم يمتد لوادي تافنة لتمويه التنقلات وتخطي عقبات مراكز المراقبة للجيش الفرنسي نحو مناطق تويسيت وسيدي بوبكر من جهة المغرب وسيدي الجيلالي (العابد و لبويهي) ناحية الجزائر . وبما أن "النهاري "شدته القضية الجزائرية وآمن بمجرياتها و أحداثها أعتبره بومدين من مقربيه المفضلين مع بوتفليقة وشكلوا ثلاثية التدبير لبلوغ هدف تحرير البلاد وإسترجاع كرامتها و سيادتها المسلوبة وإهتموا بجل العمليات الصعبة بدون تردد و سهروا على إنجاز 170 عتبة ببئر بقرية العابد المتاخمة لوجدة المغربية ليتمكن الجنود من المرور التي أستعملت لأيام معدودة فقط لتفطن المعمر لها وتحطيم سبعة 7 عتبات مهمة وبقي منها سوى 163 " درجة" وتخلى عنها المجاهدين حرصا عن تخطيطاتهم الأولى و إبعاد شكوك الجيش عن المنطقة ومسارها الحدودي ماجعل هواري يأمر بغلقها بالإسمنت.
وهكذا ضربت سيدي الجيلالي أمثلة عن النضال الثوري بالحدود في تخزين الأسلحة والذخائر والعلاج بزاوية بركان و سيدي بوبكر وواد سطوف وطوطو وجبل ألوت وجنان السواحي والنعيمة ووجدة وكذا مركزي الجبار ولعريش وقرارة وتيطوان ودار الكبداني وغيرها من المراكز المغربية التي فاق عددها ال40 نقطة لعبت دور كبير في تأسيس فريق من المناضلين قدروا ب6100 مجاهد جندي تفرقوا بالحدود بعد تدريبهم و تكوينهم سياسيا وخلقوا معارك من بينها عين لخليل غير البعيدة عن المغرب ماعدا ب15 كلم و اعقبتها 20 معركة شهدتها بلدة صالح النهاري في الفترة الممتدة من 1955إلى 1960 ونذكر على سبيل الحصر معارك قير مسعودة بجبال سيدي الجيلالي ولعوينات وتازوقارت والقيطنة وطريق الصفاح وتنوشفي وجبل عصفور بثنية البيضة وجنان بن طلحة و دار المحلة والحيرش وهجومات ثكنة بلحاجي والميزاب .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فايزة ش
المصدر : www.eldjoumhouria.dz