أضحت مدرجات الملاعب الجزائرية، خلال فترة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، منصة قوية للتضامن، وبيئة حاضنة لنصرة القضية الفلسطينية، حيث لا تُفوت الجماهير الجزائرية الفرصة، سواء في مباريات نواديها المحلية والخارجية أو لقاءات المنتخب الوطني للتعبير عن تلاحمها مع الشعب الفلسطيني، الذي يعيش الويلات في الشهرين الأخيرين، بعد الاستهداف المتواصل للمدنيين في القطاع، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في إصابة وجرح أعداد أكبر.وتمثل الرياضة وكرة القدم بالتحديد، بيئة خصبة يمكن من خلالها تجاوز الحدود، وتحقيق تأثير إيجابي على القضايا الإنسانية والعادلة، وهو ما تحاول الجماهير الجزائرية الاستثمار فيه، خلال كل منافسة أو نشاط رياضي، حيث تدرك أن المدرجات تعد مركزا حيويا لنصرة القضية الفلسطينية، التي باتت في أمس الحاجة، لكل نماذج الدعم من أجل فضح جرائم الاحتلال أمام المجتمع الدولي.
وسجلنا بعد استئناف المنافسة في الجزائر، تنافسا جميلا بين جماهير الفرق المحلية لنصرة القضية الفلسطينية، حيث لا تكاد تلعب أي مباراة دون لافتات وشعارات داعمة، مع ترديد الهتافات ورفع التيفوات مرفوقة بالرسائل، بعد أن أصبحت الأخيرة، وسيلة فعالة لنشر الوعي ونصرة القضايا العادلة والإنسانية.
وصنع جمهور اتحاد الجزائر، خلال مباراة أهلي بنغازي الليبي، لحساب الجولة الأولى من كأس الكونفدرالية الحدث ب»تيفو» أبو عبيدة، وهي اللوحة الجميلة التي أعاد جمهور المولودية العاصمة تفعيلها، بمناسبة مقابلة شبيبة الساورة، دون نسيان الصورة الرائعة القادمة من ملعب الشهيد حملاوي أمس الأول، خلال مواجهة النادي الرياضي القسنطيني وضيفه اتحاد خنشلة، حيث تفنن السنافر بتيفو «الجنّة» الذي يحمل في طياته الكثير من الرسائل القوية، المنددة بجرائم الاحتلال.
وتدرك هذه الجماهير أن «التيفو» لديه صدى كبير، فهو يحمل رسائل وصور تعبر عن التضامن والدعم للشعب الفلسطيني، بينما تحمل الشعارات عبارات توضح الموقف وتشجع على فهم أوسع للتحديات التي يواجهها المظلوم، وكل هذه المبادرات الجميلة التي ألفناها من الجماهير الجزائرية، تلعب دورا هاما وبارزا في نشر الوعي، وجذب انتباه الشعوب عبر العالم إلى القضايا الإنسانية.
ومما لا شك فيه هو أن الرياضة، وعلى وجه الخصوص كرة القدم، سند للقضايا العادلة، بسبب قدرتها على جمع الناس وتوحيدهم خلف قضايا مشتركة، فالكرة تتمتع بشعبية كبيرة حول العالم، وتجذب مشجعين من مختلف الثقافات والطبقات، مما يوفر فرصة مناسبة لنقل رسائل العدالة وحقوق الإنسان بشكل أوسع وأكبر، كما أن الأحداث الرياضية وخاصة الكبرى منها تجذب انتباها واسعا، مما يسهم في إلقاء الضوء على القضايا الإنسانية بشكل أكبر وتوجيه الانتباه الشعبي نحوها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سمير ك
المصدر : www.annasronline.com