هاجم الوزير الأول المالي السابق، إبراهيم أبو بكر كايتا، أمس، الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تنشط في شمال مالي، واتهمها بخدمة مخططات الاستعمار والإساءة إلى الإسلام، مجددا رفضه للتدخل العسكري في حل الأزمة التي يعيشها شمال مالي.
قال كايتا لدى استضافته من قبل جمعية ''مشعل الشهيد'' في منتدى ''المجاهد'' إن الجماعات المتطرفة التي تنشط باسم الإسلام توفر غطاء لقوى الاستعمار ومنفذا لأشكال جديدة من الاستعمار التي تقضي بإغراق الدول في مشاكل سياسية وقلاقل أمنية تمنعها من التوجه إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واعتبر كايتا، الذي يزور الجزائر للمشاركة في مؤتمر تأسيس ''الجبهة الوطنية لرفض عودة الاستعمار إلى إفريقيا''، أن هذه الجماعات تعتمد على مفاهيم دينية خاطئة وتفسير متسرع لقيم الإسلام وللجهاد، وتصدّر صورة بالغة القتامة عن الإسلام والمسلمين، مشيرا إلى أن الجزائر من بين الدول التي خبرت هذا الوضع وشهدت آثاره المدمرة، وقال ''يجب الاستفادة من درس الجزائر، نستخلص أن السلم المدني والاجتماعي لا يقدّر بثمن ويستحق الكثير من التضحية''.
وكان كايتا يشير بوضوح إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تنشط مجموعات متفرعة عنه في شمال مالي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا المنشقة عن القاعدة والمسؤولة عن خطف سبعة دبلوماسيين جزائريين في مدينة غاو، وحركة ''أنصار الدين'' التي جمعت الشتات الإفريقي والموريتاني، وهي الجماعات التي باتت تسيطر على إقليم شمال مالي بمدنه الثلاث، غاو وكيدال وتومبوكتو، منذ نهاية شهر مارس الماضي، وقامت في الفترة الأخيرة بتحطيم الأضرحة وإقرار تطبيق الشريعة بالقوة في هذه المناطق. وخصص كايتا، الذي شغل منصب وزير أول في الحكومة المالية عام 1994 ورئيسا للبرلمان بين 2002 و2007، جزءا من حديثه للأزمة الراهنة في مالي، وقال إنها نتاج عوامل داخلية تتصل بضعف التنمية وهشاشة النسيج الاجتماعي وضعف الحكومة المركزية، وعوامل خارجية تتعلق بسعي القوى الغربية لاستغلال ضعف الدولة وهشاشة الاقتصاد للضغط وتنفيذ مخططاتها والإبقاء على مصالحها في المنطقة، موضحا أن ''الاستعمار الذي ادعى أنه احتل شعوبنا، خلال القرن الماضي، لنقل الحضارة، يحاول مجددا أن يفعل ذلك بطرق مختلفة في الوقت الحالي، رغم همجيته ومسؤوليته التاريخية والأخلاقية في ما تعانيه بلداننا حتى الآن من فقر وتخلف''. وقال المتحدث ''ليس علينا أن نهدر تضحيات الثوار والوطنيين في الجزائر وفي مالي وفي كل الدول الإفريقية، جدير بنا أن نحافظ على الاستقلال ومنجزاته برغم كل شيء، وأن نحسّن النسيج الداخلي لمجتمعاتنا عبر الحوار''.
وجدد إبراهيم كايتا ''رفضه لأي تدخل عسكري في شمال مالي''، مشيرا إلى أن ''الشعب المالي يرفض أي تصعيد عسكري أو حرب داخلية تستنزف مقدرات البلاد وتزيد من تعقيد الوضع، خاصة على المستوى الإنساني''، وقال كايتا ''الواضح أن التدخل العسكري سيزيد في تأزيم الوضع وتعقيد المشكلات في المنطقة أكثر من حل الأزمة''، واعتبر أن موقف الجزائر ومقاربتها الداخلية للبحث عن حل بواسطة الحوار بين أطراف الأزمة في مالي تعد الأكثر ضمانا للسلم والأمن في المنطقة''، مشيرا إلى أن دعوة الجزائر للحوار في مالي تأخذ بعين الاعتبار التداعيات الوخيمة المحتملة على كل دول المنطقة فيما لو اعتمد الحل العسكري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عثمان لحياني
المصدر : www.elkhabar.com