الأخبار الواردة من القاهرة التي تتحدث عن لقاء جرى بين وزير الخارجية، مراد مدلسي، مع محمود جبريل، رئيس حكومة المجلس الانتقالي الليبي بمقر الجامعة العربية، تؤشر لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين في عهد ما بعد القذافي، حتى وإن لم يتسرب بعد مضمون اللقاء الأول من نوعه منذ بداية الأزمة قبل ستة أشهر. فبعدما وقع الذي وقع في ليبيا بسقوط نظام العقيد وشروع المعارضة التي يقودها المجلس الانتقالي في تسيير شؤون الجارة ليبيا، هل من الحكمة أن تبقى الجزائر في موقف المتفرج على ما يجري في بلد جار لديها معه حدود بطول ألف كيلومتر، وهي حدود صحراوية مفتوحة على كل الأخطار.
ما الذي يمنع الجزائر من أن تستثمر علاقاتها مع التيار المعتدل فيه، وتؤسس لعلاقات مستقبلية قائمة على الاحترام والمصلحة. ولماذا لا يكون رجل ليبيا المستقبلي محمود جبريل مثلا هو ''المحاور'' الذي يعول عليه لبناء هذه العلاقات؟ صحيح أن إلصاق تهمة إرسال المرتزقة بالجزائر ''توجع'' القلب، وصحيح أن الناطق باسم قوات المعارضة الليبية المسمى أحمد باني، الذي قعد في بنغازي وترك أميرا جهاديا يحظى بشرف فتح طرابلس، قد شتم الجزائريين وأسمع بوتفليقة ما لا يرضيه دون أن يعرفه. لكن أليس من شيم الجار أن يعذر أخاه الجار ويصفح عنه خصوصا إن كان في محنة. والحقيقة أن إخواننا في ليبيا تنتظرهم أيام تعيسة بعد أن يستفيقوا من نشوة الانتصار على القذافي، وفي هذه المرحلة يجب أن تقف الجزائر في صف الليبيين كما فعلت مع تونس، عقب رحيل بن علي. والليبيون لا يحتاجون المال فلديهم احتياطات بأزيد من 160 مليار دولار أسالت اللعاب والدماء، لكنهم يحتاجون للنصيحة والرأي. فهل هناك رجل رشيد في المجلس الانتقالي الليبي يفهم بأن الجزائر أكثـر قربا والتصاقا بليبيا ''في الحلو والمرّ'' من باريس ولندن وواشنطن. وهل هناك أيضا رجل شجاع في الجزائر يخطو خطوة نحو حكام ليبيا الجدد، ويجنب السفير الأمريكي بالجزائر مشقة الحديث باسمنا، حين قال هنري إنشر لوكالة الأنباء الجزائرية ''أحترم كثيرا دور الجزائر في الأزمة الليبية ونحن ندرك طبعا أن الجزائر في وضع صعب جدا لأن ليبيا بلد جار لها''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : رمضان بلعمري
المصدر : www.elkhabar.com