الجزائر - A la une

الجزائر نيوز زارت بعض الجامعات في اليوم الثاني من التسجيلات.. طلبة جدد مصدومون ومستاؤون من عملية التوجيه



الجزائر نيوز زارت بعض الجامعات في اليوم الثاني من التسجيلات.. طلبة جدد مصدومون ومستاؤون من عملية التوجيه
يعيش الطلبة الناجحون هذا العام في شهادة البكالوريا هذه الأيام على وقع التسجيلات الجامعية التي انطلقت يوم 26 جويلية وتمتد إلى 5 أيام، ما جعلهم يسارعون إلى إتمام عمليات التسجيل. وإذا كان اليوم الأول من التسجيلات قد شهد تدفقا كبيرا للطلبة، وبالتالي حدوث فوضى في بعض الجامعات، فإن الإقبال على مختلف مصالح التسجيل قد انخفض بشكل كبير على مستوى بعض الجامعات التي زرناها، أمس السبت، حيث عرفت هدوءا، الأمر الذي ارتاح له بعض الطلبة المتعطشين للانتقال إلى الدراسة في الجامعة، وبالتالي تحقيق الحلم الذي راودهم وهم في أقسام الثانوية.
ومهما كانت المشاكل والصعوبات التي يجدها الطالب خلال عملية التسجيل، فإن الأهم عنده هو التوفيق في اختيار التخصص أو الشعبة التي يريد إتمام دراسته فيها، لكن، كما يقال، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فشتان بين أمنية الطالب والمصير المحتوم الذي يجد نفسه فيه بعد إطلاعه على التخصص الذي وجه اليه، وهو ما جعل بعض الطلبة الذين وجدناهم بجامعة بوزريعة يبدون استياءهم الكبير، بعد تفاجئهم بالتخصصات التي وجهوا إليها.
اختار الإنجليزية فوُجه إلى الألمانية
لم تخل هواجس بعض الطلبة الذين تحدثنا إليهم عن نوع من الغرابة والدهشة التي انتابتهم يوم اطلعوا على التوجهات التي منحت لهم عقب تقديم رغباتهم العشر وفق ما ينص عليه القانون، وتبقى حالة الطالب عينوش سامي صاحب ال 22 عاما الأكثر غرابة بعد أن وجد نفسه في قسم اللغة الألمانية وهو الذي طلب الدراسة في قسم اللغة الإنجليزية، وهو ما حاول اختزاله لنا في هذه الكلمات والغضب يعلو محياه ''بصراحة لقد وجدنا عدة مشاكل في عملية التسجيل، إذ بالإضافة إلى الفوضى التي عشناها يوم الخميس، فإن الطامة الكبرى التي فاجأتني هو توجيهي إلى دراسة اللغة الألمانية، رغم أنني طلبت الإنجليزية التي تحصلت فيها على نقطة 13 من 20 في شهادة البكالوريا''.
عندما سألنا سامي إن كان سيدرس اللغة الألمانية مرغما، وكيف سيتعامل مع لغة يجهل حتى أبجدياتها، لم يتوان في التأكيد لنا بأنه قام بالتسجيل حسب التوجيه الذي وصله، وفق ما ينص عليه القانون في انتظار القيام بالطعن بطريقة عادية ''لعل ما أثار حفيظتي هو أن معدلي في مادة اللغة الانجليزية يسمح لي بمتابعة الدراسة في هذا الاختصاص، أنا شخصيا لم أفهم شيئا وسأقدم للإدارة طعنا من أجل توجيهي إلى اللغة الإنجليزية التي طلبتها في قائمة الخيارات العشر''.
تركت هذا الطالب في دوامة تفكيره وغضبه المتواصل ولسان حالنا يقول إلى هذا الحد وصل الأمر بالجامعة.
طالبة لم تفهم شيئا
لم تكن قصة سامي الواقعية هي التي طرحت علينا هذه الاستفسارات حول الأساليب المنطقية والبيداغوجية التي يتم بها توجيه الطلبة نحو بعض الفروع التي لا تتماشى مع خياراتهم وطموحاتهم كحال الطالبة فيروز التي نالت شهادة البكالوريا في شعبة الآداب وكان حلمها الكبير أن تدخل إحدى المدارس العليا للأساتذة ''منذ كنت صغيرة، وأنا أحلم بأن أصبح يوما أستاذة، ولهذا تراني يوم تحصلت على البكالوريا، قررت ولوج إحدى المدارس العليا للأساتذة، لكن كم كانت خيبتي كبيرة بعد توجيهي إلى معهد اللغات، وبالتحديد في اللغة الألمانية التي صنفتها في المركز الثامن في قائمة الخيارات التي تقدمت بها والتي ضمنتها 7 مدارس عليا للأساتذة''.
وهي تروي لنا الصدمة التي تلقتها، بدت لنا فيروز أكثر إصرارا على تجاوز هذا الإشكال الذي قضى تماما على طموحها قبل دخولها إلى الجامعة ''ما قمت به هو أنني سجلت في اختصاص اللغة الألمانية وفق ما يمليه القانون، لكنني أعتزم التقدم بطعن خلال شهر سبتمبر القادم، لأنني لا أتصور نفسي أدرس مادة لا أفقه فيها شيئا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتخصص في اللغات التي تتطلب قدرا معينا من المعرفة بأبجدياتها، وهو ما أفتقده فيما يتعلق باللغة الألمانية''.
وهي تغادر همست لنا فيروز بصوت خافت بأنها إذا لم يتم تغيير التخصص الذي وجهت إليه، فإنها ستدرس الألمانية مكرهة إلى غاية أن تجد حلا للمعضلة التي تواجهها اليوم وهي تتأهب لمباشرة رحلة الدراسة بالجامعة.
من اللغة الفرنسية إلى علم الاجتماع
ونحن نحاول معرفة آراء بعض الطلبة فيما يتعلق بقضية التوجيه الذي أعقب خياراتهم التي قدموها، راعنا وضع الطالب منير الذي يبلغ من العمر 20 سنة وكان يتمنى أن يوجه إلى معهد اللغات لدراسة الفرنسية وفي الدرجة الثانية العلوم السياسية، أو الحقوق والاعلام والاتصال، لكنه، كما يقول، وجد نفسه في اختصاص لا يحبذه ولا يتناسب مع إمكاناته، وهو ما ضمنه في رده العنيف على إدارة الجامعة ''أولا بودي توضيح أمر وهو أنني لست الوحيد الذي وجد نفسه في هذه الوضعية، حيث هناك العديد من الزملاء أصيبوا بإحباط كبير حينما علموا أن خياراتهم لم تؤخذ بعين الإعتبار، حيث تم توجيههم إلى اختصاصات وميادين لا يحبونها لأنهم ببساطة وضعوها في الرتبة التاسعة أو العاشرة في القائمة التي تسلموها. وفيما يتعلق بوضعي فقد كنت أنوي بل وأفضل مواصلة دراستي الجامعية في اللغة الفرنسية وبدرجة أقل العلوم السياسية والإعلام لأجد نفسي في شعبة واختصاص بعيد كل البعد عن طموحاتي، بصراحة لا أستطيع تحمل ما حدث لي وأعتزم القيام بطعن علني أستطيع من خلاله تحقيق أمنيتي وحتى لا تصبح طموحاتي الجامعية عبارة عن كابوس ليس إلا''.
هكذا كانت ردود فعل السواد الأعظم من الطلبة الذين تحدثنا معهم حول موضوع التوجيهات ومدى تطابقها مع أمنياتهم وإمكانياتهم وطموحاتهم، وحتى نكون منصفين، فقد وجدنا بعض الطلبة في غاية السعادة بعد أن تم توجيههم إلى الإختصاصات التي تمنّوا الدراسة فيها، غير أن السؤال الذي بقي مطروحا عند أحد الطلبة غير المحظوظين في عملية التوجيه، هو لماذا يتم التلاعب بمصير الطلبة الجدد بهذه الطريقة والأسلوب، وهل يتمكن الطالب من مزاولة الدراسة في مجال لا يتماشى مع طموحاته؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)