الجزائر

الجزائر نجحت في تحقيق استقرارها



الجزائر نجحت في تحقيق استقرارها
هنّأ البروفيسور برنارد لاباتو، أستاذ بجامعة تولوز وخبير في مجال الدفاع والعلاقات الدولية والأمن السيبيراني الجزائر أمس، لنجاحها في تحقيق الاستقرار بعد ما عاشته من ويلات الإرهاب الهمجي خلال العشرية الماضية، فضلا عن أنها تقع جغرافيا في منطقة غير مستقرة، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أن الجزائر تتواجد في منطقة عربية -إسلامية، كما أنها قريبة من الساحل وهو ما يجعلها مستهدفة من هذه الظاهرة كبقية دول المتوسط.لاباتو قال ل«المساء» على هامش المحاضرة التي ألقاها بمقر المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة تحت عنوان «الرهانات السياسية والإستراتيجية لأمريكا اللاتينية اليوم»، إنه من منطلق اهتمامه بقضايا الحوض المتوسطي فإنه عادة ما يطلع على القضايا الأمنية عبر تصريحات المختصين ووسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه من الصعب تقديم أحكام حول موضوع الإرهاب، وأن الذين يتحدثون عنه كثيرا هم عموما أقل معرفة من المختصين الذين كثيرا ما يلتزمون الصمت انطلاقا من أنه يجب «أن نتفهم بأن محاربة هذه الظاهرة عملية حساسة وكثيرا ما تتسم بالسرية والتكتم، وأن كل ما يثار حول ذلك مجرد تأويلات».وأشار الأستاذ لاباتو، إلى أن نتائج الجهود التي بذلتها الجزائر في التصدي للظاهرة بائنة للعيان، ولا يمكن بأي حال التشكيك فيها ميدانيا، كما أنه لا يمكن إنكار مساعي الأجهزة الأمنية التي نجحت في استعادة الأمن والحفاظ عليه، وتحصين البلاد من ضغوطات وإفرازات الربيع العربي في المنطقة.في رده على سؤالنا حول تصريحات ماري لوبان، المرشحة الرئاسية للجبهة الوطنية الفرنسية التي دعت فيها لتعزيز التعاون الأمني مع الجزائر بعد الحدث الإرهابي الذي شهدته لندن بحر الأسبوع الماضي، أوضح لاباتو، أن مثل هذه التصريحات تعد بحد ذاتها تحذيرا من خطورة العمل الإرهابي الذي يستدعي تظافر جهود الجميع، كما «أنها تعد اعترافا بنجاح تجربة الجزائر في تحقيق الاستقرار مثلما ذكرته سابقا».في رده على سؤال آخر ل«المساء» يتعلق بالأمن السيبيراني والآليات التي يتوجب اعتمادها من أجل التصدي لعملية القرصنة، أكد المتحدث أنه على عكس الأمن الكلاسيكي الذي يقتصر على الدول، فإن الأمن السيبراني هو مشكل يمس الجميع بدءا من الدولة وانتهاء بالمواطن، وبشكل أعم كل مستعملي الأنترنت والشبكات الاجتماعية، كما اعتبر أن القرصنة تحتل الصدارة في المساس بالأمن لاسيما أمن المؤسسات التي تعد الضحية الأولى في هذا المجال.لاباتو أرجع سبب ذلك إلى نقص تحسيس الشعوب إزاء هذه المسألة، مؤكدا أن أفضل رد على ذلك هو «الإجابات التقنية» رغم أنها تظل غير كافية. واقترح في هذا الصدد ضرورة «هيكلة» المعلومات وتنظيمها على المستوى الدولي في ظل تباين الرؤى بين مختلف الدول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والصين.أما المحاضرة التي خصصها للرهانات السياسية لأمريكا اللاتينية، فعرّج فيها المتحدث على المسار التاريخي لهذه المنطقة علاوة على التنوع الثقافي الذي عزز هوية هذه الدول ، مبرزا أن التأثير الإسباني على هذه الدول لم يزح عنها طابع «الأمركة» لا سيما فيما يتعلق بتقبّل الآخرين اجتماعيا.كما تحدث عن سلسلة مبادرات الاندماج التي عمل العديد من المناضلين اللاتينيين على تحقيقها من أجل التوصل إلى وحدة «القارة اللاتينية»، مشيرا إلى أنها فشلت رغم أن فكرة الاندماج الجهوي مازالت تطرح نفسها بقوة بين هذه الدول، التي أصبحت بعضها من الدول الناشئة.لاباتو، أشار إلى أنه على الرغم من عدم اعتبار الولايات المتحدة المكسيكية جزءا من دول أمريكا اللاتينية كون أغلبية مبادرات الاندماج الجهوي استثنتها من هذا التكتل باعتبارها تنتمي إلى أمريكا الشمالية، إلا أنه أشار إلى وجود انتماءات غير مباشرة بين مكسيكو وجيرانها في الجنوب لارتباطات قد تكون لغوية رغم أنه يوجد في المكسيك 200 لغة.كما يرى المتحدث أنه لا جدوى من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخصوص اعتزامه بناء جدار مع المكسيك، مشيرا إلى أن ذلك يناقض التقاليد التي أرساها النظام العالمي الذي حول العالم إلى قرية صغيرة، مضيفا أن دول أمريكا اللاتينية مثلا لها اليوم تحالفات قوية مع الأوروبيين أكثر حتى من تلك القائمة فيما بينها، فضلا عن التواجد المكثف للصينيين والكوريين في هذه الدول بحثا عن أسواق جديدة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)