الجزائر

الجزائر مهد التعايش والتسامح



لم تكن مبادرة الجزائر في إقرار يوم عالمي للعيش معا في سلام وليدة الصدفة أو فكرة استلهمت من العدم ولا حتى مجرد شعار تتغى به أمام الدول بل لم تصادق الأمم المتحدة طوعا على مقترح بلادنا الرامي إلى تعزيز قيم المصالحة والتسامح وتعيممها عبر كامل أرجاء المعمورة من أجل تحقيق التعايش السلمي وإنما الاعتراف الاممي بترسيم تاريخ 16 ماي من كل سنة يوما عالميا للعيش بسلام هو ثمار لجهود ومساعي فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التي تكللت منذ أواخر التسعينات في تحقيق مسار السلم المباشر وإنهاء حرب العشرية السوداء تحث ميثاق المصالحة الوطنية وإصلاحات مشروع الوئام المدني الناجحة والمتميزة أصبحت نموذجا وتجربة يقتدي بهما دوليا في ظل النزاعات الداخلية التي تشهدها عدة بلدان لا زالت عاجزة على الخروج من الأزمةاعتراف هذه الدول بنجاح مشروع السلم والمصالحة الوطنية التي تبناها فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي جعل الجزائر تتحكم بشكل أفضل في ظاهرة الإرهاب التي لم تعد تؤثر على استقرارها و لا على الحياة اليومية للمواطنين بل تحولت بلد المليون ونصف مليون شهيد إلى قبلة مفضلة للأجانب من مختلف الأجناس وأصبح التعايش السلمي غايتهم ليس مجرد وسيلة فقط تبرر هدفهم رغم اختلاف الديانات و التقاليد واللغة التي يتكلمون بها بدليل أن بلادنا تفتحت على الحضارات ومختلف الأجناس و لتتحول الى قطب استثمار هام بالنسبة للشركات الأجنبية التي اقتحمت مجالات البناء والأشغال العمومية والسياحة والبيئة و الصناعة وغيرها من القطاعات التي تستقطب جنسيات متعددة إلى جانب اللاجئين الذين لا علاقة لهم بالاستثمار وإنما قدموا إلى الجزائر واستقروا فيها منذ سنوات من أجل العيش في سلام بحثا عن السكينة في مقدمتهم الأفارقة والسوريين وبعضهم نجح في تكوين عائلة والزواج بالجزائرين والاخر ين حصلوا على عمل ومسكن يؤويهم و البقية يعيشون على كرم وضيافة وطيبة الشعب الجزائري المتعاطف الذي يحترم جميع الشعوب مهما كانت جنسياتهم وديانتهم ولهجاتهم و ليس هذا مجرد كلام فارغ وإنما ناجم عن شهادات واعترافات المقيمين من الأجانب الذين اختارو ا الجزائر بلدا ثانيا واستقروا للعيش في حضن هذا الوطن الآمن
الانطلاقة من مديرية الشؤون الدينية بحثا عن عناوين المقيمين
وهو ما جاء على لسان البعض من الذين التقت بهم الجمهورية بعد رحلة بحث مضنية عن جنسيات مقيمة بوهران المدينة المضيافة التي اشترك الأجانب في وصفها عاصمة متفتحة على جميع الأجناس وكانت مديرية الشؤون الدينية وجهتنا الأولى لكي يسهل عملنا باختيار أجانب من جنسيات مختلفة أين تلقينا من مصلحة إثبات واستخراج شهادة اعتناق الإسلام كل التسهيلات وتمكنا من الحصول على عناوين وأرقام هواتف بعض الأجانب الذين استقروا بوهران منذ أكثر من 14 سنة وهي الفترة التي كرست نجاعة مشروع المصالحة من خلال عودة الاستقرار والأمان ورغم أننا وجدنا صعوبة في اقناعهم بالحديث لاسيما الاجنبيات المتزوجات بجزائرين واصبحن يعشن في وسط العائلات المحافظة التي ترفض التشهير بقصصهم وصورهم في وسائل الإعلام
السيدة بريجيد من المانيا تعتذر لانها أصبحت جزائرية محافظة
على غرار السيدة بريجيت من المانيا التي اشهرت اسلامها منذ سنوات بعد زواجها من جزائري من ولاية سيدي بلعباس وتقدمت مؤخرا الى مصلحة اتباث شهادة اعتناق الإسلام من اجل الحصول على هذه الوثيقة ولدى اتصالنا بها اعتذرت عن الكلام رغم انها تحسن الحديث بالغة العربية بحجة انها تعيش في كنف عائلة محافظة فضلا أنه استغرق اندماجها مع عائلة زوجها عدة سنوات من اجل تقبل أولياء الزوج فكرة زواج ابنهم بسيدة المانية تختلف عنهم في كل شيء
من كارول إلى أم اسامة فرنسية تقطن بحي الحمري تغربت في وطنها و شعرت بالانتماء في الجزائر
المهم واصلنا البحث لنتوقف عند عائلة السيد ابو طالب ا المقيم بحي الحمري بوهران بعدما كان لنا معه اتصال هاتفي حيث لم يتردد في الحديث و التقرب من زوجته السيدة «كارول انتورا بيار جونيفيف « الملقبة بأم أسامة من أصل فرنسي و التي تقيم معه في قلب هذا الحي الشعبي المعروف بوهران رفقة أربعة من أبنائهما وهم أسامة الابن الأكبر و شيماء و خالد بن الوليد و الابن الأصغر ايمن ياسين هذه العائلة التي استقبلتنا بصدر رحب رغم بساطتها قصة تعارف الأبوين كانت جد مشوقة تكللت بالنجاح وأثمرت بإنجاب اربع اطفال اكبرهم بلغ الحزب العاشر في حفظه للقران الكريم و لازالت علاقة هذه السيدة مستمرة حيث لم تجد أم اسامة التي لم يرغب زوجها في منحها اسما اخرا بعد إسلامها وحافظ على منادتها ب «كارول « اقتداء بسيدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي احتفظ باسم إحدى زوجاته ماريا القبطية بعد اعتناقها الدين الإسلامي ولم يغيره ادنى صعوبة للعيش في وهران بل لقيت كل الترحيب والتحفيز من طرف الجيران الذين قالت انهم يدعون لها دائما خاصة عندما يعلمون أنها فرنسية مسلمة ترتدي الجلباب بينما كانت ترفض نظرة الناس إليها في وطنها الأصلي وعدم تقبلهم حجابها لتكون رغبتها في مرافقة زوجها للعيش في الجزائر شديدة وقالت أنها مرتاحة رغم بساطة الحياة مقارنة بالعيش في فرنسا أين كان زوجها يعمل سائق قطار ويملك سيارتين وسكن مكون من 5 شقق لكنها تضيف أنها كانت تشعر بأنها غريبة بسبب المضايقات التي تعرضت لها في وطنها لأنها اختار الدين الاسلامي و تزوجت من جزائري ليتفق الاثنين على العودة إلى وهران في سنة 2013 للاستقرار فيها من أجل تربية الأولاد على الرغم من تخوفها الذي زال بمجرد اندامجها في المجتمع الوهراني بشكل سريع حتى أصبحت تتكلم اللغة العربية بطلاقة واعتادت على تقاليد الجزائريين في تحضير الأكلات الشعبية وفي إحياء المناسبات الدينية و طريقة عيشهم البسيطة التي تتأقلم مع جميع الأجناس
و اضاف زوجها السيد بوطالب انه لم يكن يتوقع ان تندمح زوجته بكل سهولة في هذا الوسط خصوصا وانه اختار الاستقرار في حي الحمري العتيق الذي يختلف فيه العيش كما وكيفا عن مدن فرنسا إلا انها لقيت كل الترحيب من طرف الجيران كما ان أبناءه الذين كانوا يجدون صعوبة في تعلم العربية أصبحوا يحسنون النطق و الكتابة ومتفوقين أيضا في الدراسة كما انهم كونوا علاقات مع زملائهم بكل سهولة وفي مجال عمل الزوج استطاع هذا الأخير من انجاز مشروع انشاء مؤسسة صغيرة وهو يعمل حاليا على توسيعها
بترون ماري أو السيدة بختة في التسعين من عمرها اختارت الجزائر لقضاء ماتبقى من عمرها وسط أحفادها
وبعد لقاءنا بهذه العائلة الكريمة حددنا موعدا أخرا مع اهل السيدة المسنة بترون ماري المدعوة بختة ارملة المرحوم قاضي وهي فرنسية ولدت سنة 1928 تعيش رفقة أبنائها وأحفادها بحي يغمراسن بوهران واتفقنا مع ابنة أختها التي تقيم معها في نفس البيت وكانت جد مسرورة بهذا اللقاء خاصة وان جدتها التي اكتشفنا انها فرنسية من أصول جزائرية وتحديدا من مدينة معسكر عاشت في فرنسا وأسلمت وهي في سن مبكرة عندما تعرفت على زوجها الجزائري حسب ما اكدته حفيدتها التي قالت انها حاليا لاتملك القدرة على الكلام بحكم سنها المتقدم ويمكنكم زيارتها في وقت لاحق وما علمناه بعد ذلك ان هذه السيدة قررت الاستقرار في الجزائر رغم انها قضت عمرها كله في فرنسا وأرادت ان تنهي بقية حياتها اطال الله في عمرها في بلدها الأصلي ولاستكمال حديثنا مع حفيدتها ضربنا موعدا لزيارتها لكننا تفاجئنا باعتذار ابنة أختها بسبب وفاة احد الأقارب
محمد علي عامل في شركة صينية للبناء «أنا جزائري بملامح اسياوية»
تركنا هذه العائلة لتكون وجهتنا الموالية مغايرة تماما حيث فضلنا أن نقف عند فئة أخرى من الجنس الأصفر الذي يشكل النسبة الغالبة المقيمة ببلادنا نتيجة انفتاح سوق العمل والاستثمار على الشركات الأجنبية أنهم الصينيون الذين لم نجد أدنى صعوبة في العثور عليهم لتواجدهم في كل مكان على اعتبار أنهم يتنقلون جماعات وليس فرادى يتقنون اللغة العربية رغم أنهم يشوهون بعض المفردات التي لايفك معناه من يعيش معهم لفترة من الزمن ويكفي أن نزور ورشة بناء للقاء العشرات من الاسياويين شأنهم شأن الأفارقة المقيمين في الجزائر واخترنا إحدى الورشات الخاصة ببناء سكنات عدل بمنطقة عين البيضاء حيث تعرفنا على ثلاتة صينيين مسلمين احدهم محمد علي يحسن التكلم بسهولة و هو في نفس الوقت مترجم لزملائه كل من يوسف وابراهيم ... محمد علي الذي أوّ» زهانغ هاي يان « وهو اسمه الحقيقي تفاجئ بحديثنا معه عندما علم بأننا بعثة صحفية تحاول الغوص في حياتهم اليومية ومعرفة أكثر التفاصيل عنهم ليفجأنا بكلامه باللهجة الجزائرية رغم أننا ترددنا في الحديث معه خوفا من عدم اتقانه للغتنا لنعلم انه مقيم منذ سنة 2008 بوهران وعمره حاليا لا يتجاوز 30 سنة حيث يقطن رفقة زملاءه بحي الروشي ببلدية حاسي بوعمامة منذ سنوات ويعمل كمسؤول اداري في شركة صينية تنجز حاليا مشروع سكني بمدينة الشهيد أحمد زبانة بقطب مسرغين مضيفا انه قرر الاستقرار في وهران رغم أن عائلته الصغيرة مقيمة في جنوب الصين و لايزورها دائما بحكم طبيعته عمله في الجزائر وقال ان ما دفعه للبقاء طيلة هذه المدة في هذا البلد هو تعايشه مع المجتمع الجزائري الذي يجده متقبلا لجميع الاجناس وليس فقط الصينيين إلى درجة يضيف محدثنا قائلا « لم نعد نشعر بأننا نختلف عن سكان هذا الوطن سوى بملامحنا المتشابهة فأصبحنا نفضل أكلاتهم بالأخص الكسكس و انا شخصيا عشقت اكلة « هريرة « و المطلوع يقصد الحريرة كما نحن يضيف محمد علي نلبس مثلهم وبما أنني في الاصل صيني مسلم فكل يوم جمعة اقصد المسجد لحضور خطبة الإمام واصلي صلاة الجماعة الى جانب الصلوات الخمس كما اسعد دائما بدعوتي للافراح وتعجني تقاليد الاحتفال بمراسيم الزواج في وهران وأيضا اجواء رمضان الليلية كما أنني من عشاق حلويات « الشامية « والاطباق الرمضانية التي تتكرم بتوزيعها العائلات في هذا الشهر مشير ان زملائه الذين تزوجوا بجزائريات انسجموا وتفاهموا مع زوجاتهم ومنهم من لديه اطفال يعيشون على عادات وثقافات متنوعة وكل منهم يحترم افكار ومبادئ الطرف الاخر سواء من حيث العادات و التقاليد اللهم إلا بعض الحالات الناذرة التي فشلت في الاستمرار في الحياة مثلما يحدث في الأسر الجزائرية على غرار البلدان الأخرى عندما ينفصل الزوجين لاسباب معينة
كما اكد محمد علي انه لا يجد فرقا بين الجزائر الذين احتضنته رفقة أثرابه من أبناء جلدته والصين البلد الأم إلا من حيث طريقة العيش واختلاف الديانات و اللهجات لكن كل هذه التناقضات إلا أن العيش و العمل في بلد اسمه الجزائر ليسا صعبا على الغرباء الذين ينسجمون بمجرد دخولهم تراب هذا الوطن بدليل انه اختار الاستقرار بعيدا عن دفئ العائلة واعتبر الجزائر بلده الثاني لتوفر الامن و الانسجام مع شعبه مع العلم أن لديهم اصدقاء جزائريين يعملون في نفس الشركة وتجمعهم صداقة عمل ومحبة إلى درجة ان هناك صينيون استضافوا جزائريون في بلدهم خلال العطل وقضوا أوقات ممتعة
وقبل أن نتركه أكد لنا انه يرغب في أداء مناسك العمرة رفقة إبراهيم ويوسف وهو ما جعله يتقدم بطلب استخراج شهادة اعتناق الإسلام بمديرية الشؤون الدينية بوهران رغم انه في الأصل مسلم من عائلة صينية مسلمة لكنه تأخر في تسوية الإجراءات الإدارية اللازمة وفاتته العمرة وسيعيد المحاولة لاحقا
من المقيمين بطرق قانونية إلى مهاجريين غير شرعيين معظمهم أفارقة مقيمين بالأحياء الفوضوية
رغم اننا نعترف بصعوبة اقناعهم بالحديث معنا خصوصا عند تقديم انفسنا كصحفيين يرفضون التكلم ويتهربون من التصوير لكننا لم نفقد الامل في الحصول على احدهم بحي المدينة الجديدة المعروفة بانتشار الافارقة لاسيما القادمين من المالي او النجير وبعض مسلمي نيجيريا وتمكنا بواسطة احد معارفهم من الجزائريين من التحدث مع احدهم الذي اشترط علينا عدم تصويره لقبول المحادثة وهذا ما دفعنا بالقبول مع العلم ان ذلك كان شرط كل من قابلناهم لاجراء هذا الروبورتاج باستثناء الصينيين فلا ربما لانهم متشابهين في ملاحمهم الى حد بعيد
تيكو ابونجو مهاجر كاميروني عامل في ورشة خياطة بالمدينة الجديدة:
«اصبحت اتقن اللغة العربية والعائلات الوهرانية غمرتني بكرمها»
المهم التقيا بمهاجر افريقي من الكاميرون يدعى تيكو ابونجو والملقب ب« عيسى» مقيم في حي المدينة الجديدة منذ سنوات ولديه اصدقاء ومعارف كثر في هذه المنطقة سمحت له هذه العلاقات وحسن تعامله مع الناس بالعمل في ورشة للخياطة حيث تمكن من كسب ثقة صاحبها رغم انه لايملك وثائق تتبث هويته لكن تواجده منذ سنوات وتواصله مع سكان الحي جعلته محل ثقة كما انه اعترف بحسن المعاملة التي سمحت بالبقاء رغم وضعه غير قانوني حيث أكد لنا أنه مرتاح وسط العائلات الوهرانية التي أحاطته بسخائها قائلا : لقد أصبحت أتقن الحديث بلهجتهم رغم أن الحياة كانت تبدو لي صعبة ومع مرور الوقت حققت ذاتي بفضل كرم وطيبة أهل هذا البلد وذكرنا بواقعة حدثت مؤخرا وتتعلق بانتشار فيديو لطفل افريقي عومل بطريقة سيئة من شخص نجد مثله في جميع أنحاء العالم وهي الواقعة التي أثارت ضجة واستنكار من طرف ملايين الجزائريين على مواقع التواصل مشيرا انه إذا كان هناك شخص واحد يسيء إلينا فهناك 20مليون جزائري يحسن معاملتنا ويتقبلنا أن نعيش ونعمل معا بدون أي مركب نقص بل انهم يتضامنون مع اللاجئين الفارين من الحرب و الجوع من كل الاجناس وهذا ما يفسر مكوثي لمدة طويلة بوهران جعلتني اعرف عنها اكثر مما عرفته عن الكاميرون بلدي الاصلي
احمد طارق لاجئ سوري «أنا محظوظ لأنني اعيش في بلد آمن»
وللحديث عن اللاجئين في بلادنا لابد من أن نقف عند شريحة السوريين الذين فتحت لهم الجزائر ذراعيها منهم من افلح في تحقيق مشاريع ناجحة و تامين حياة مريحة بعيدا عن جحيم الحرب و مأساة التشرد والبعض منهم اتخذ من التسول مهنة للعيش بعدما اكتشفوا طيبة المحسنين و أهل الخير الذي لا يبخلون عليهم بالصدقة وفعل الخير وهو ما جاء على لسان معظم السوريين الذين استقروا في وهران ووجدوا عملا مناسبا خصوصا في المطاعم ومحلات بيع الأكلات الشعبية السورية التي اصبحت تستهوي الجزائريين وللتقرب من احدهم بحكم تواجدهم في كل مكان على غرار الصينيين قصدنا محل للبيع اكلة الشورما بحي خميستي بوسط المدينة أين وجدنا الطاقم العاملين بهم معظمهم سوريين لنتمكن من الحديث معهم وكانوا جد مسرورين بموضوع بحثنا حول تعايش الأجناس في الجزائر لشعورهم بالانتماء لهذا الوطن والانسجام بشكل سريع مع شعبه العاشق للأطباق السورية والحلويات الشرقية حيث صرح لنا الشاب احمد طارق من مدينة حمص الذي يعمل طباخا في هذا المطعم الذي تحفظ من نشر صورته خوفا على عائلته في سوريا على حد قوله واكتفى بالحدث عن تواجده في الجزائر قائلا « كل لاجئ سور ي اختار بلد السلام الجزائر فهو اكيد آمن « مضيفا انه لم يكن يتوقع أبدأ أن يجد عملا ويلقى كل هذا التعاطف من الشعب الجزائري فضلا على انه أصبح هناك تبادل للتقاليد والعادات وتقبل الجزائري كل ماهو من صنع أيادي سورية سواء تعلق الأمر بالأكلات الشعبية أو الألبسة النسائية السورية التي تحولت لتقاليد جزائري ولايقتصر الأمر على هذا الجانب فقط فقلد وجدنا نحن السوريون مساعدات فردية دون الحاجة إلى طلبها والحصول عليها بتقديم أوراقنا فمجرد أن يعلموا أننا من سوريا نجد كل التسهيلات و الدعم وهذا بشهادة الكثير من السورين الذين التقيتهم في شوارع وهران وتبادلنا الحديث معا والأكيد الجزائريين بفطرتهم يتقبلون الاختلاف ولديهم القدرة للاستماع للأخريين و احترامهم و التعايش معهم سلميا
الدكتور نجاح مبارك أستاذ في قسم علم الاجتماع بجامعة وهران :
«الجزائر بلد مضياف تاريخيا»
ومن منظور آهل الاختصاص حول التعايش بين الأجناس في الجزائر أكد للجمهورية الدكتور مبارك نجّاح من قسم علم الاجتماع بجامعة وهران أن بلادنا عرفت تاريخيا مرحلتين من التعايش الأجنبي مابين الأعراف والديانات والأجناس فالأولى تعود إلى ما بعد الاستقلال والى غاية منتصف الثمانيات وهي فترة التعاون التقني حيث استقبلت آنذاك الجزائر أجانب من 75 و80 دولة من متعاملين من بلدان اسياوية وافريقية وأوروبية وعربية شقيقيه ساهموا بخبرتهم في قطاع التعليم ومرحلة ثانية مغايرة مع بداية الألفية الأولى وتحديدا بعد انقضاء فترة العشرية السوداء أين استقبلت الجزائر موجة جديدة من الأجانب المقيمين في إطار اتفاقيات الشراكة في مجال الاقتصادي والتي تكللت بتحقيق جملة من المشاريع العملاقة على غرار إنجاز القرن وهو مشروع الطريق السيّار شرق غرب وأضاف محدثنا انه من خلال ما نقل من أفواه العراقين والسورين و الأسيويين على مر التاريخ أنهم أجمعوا على أن الجزائر بلد مضياف تاريخيا وكل من يدخل الجزائر يشعر بالراحة واستحضر الدكتور نجاح في حديثه ما قاله وزير الاوقاف والشؤون الدينية الاسبق وعضو جمعية العلماء المسلمين في كتبه لمرحوم مدني توفيق الذي اكد ان اسم الجزائر مؤلف من كلمتين عثمانيتن « الجزا» ويعنى بها السلام و«ئر» بمفهوم الارض وبجمع الكلمتين تصبح ارض السلام وبالنسبة للمقيمين الأجانب إضافة محدثنا انه لا توجد إحصائيات دقيقة حول عددهم حتى وان كانت تشير الى تواجد اكثر من 20 الف صيني دون احتساب الاسياوين من كوريا والفيتنام بالاضافى الى الاوروبين من مجموع 5 الاف مؤسسة وهو ما يفسرانفتاح الجزائر على السوق العاليمة من خلال دعم الاستثمارات الإنتاجية و المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة
هكذا انهينا هذه المهمة لنستخلص في الاخير وبشهادة من تغربوا فيها من اجانب اننا شعب نتعايش على الالفة والمودة لنعيش مع اقرانا من مختلف الاجناس جنبا الى جنب بسلام وتناغم مهما كانت ظروف عيشنا نتقاسم معهم االاكل والشرب والملبس نتفق ولا نعارض نسامح و نتضامن و نتصالح لاننا بلد كل الاجناس تعيش في حضنه بسلام لتكريس مبادرة الجزائر التي تحقق وطنيا قبل ان تلقى اعترافا دوليا


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)