الجزائر

الجزائر ضمن قائمة الدول المستقرة بفضل سياستها الأمنية



سنة أخرى آمنة تمر على الجزائر، جعلتها جديرة بتصنيفها ضمن قائمة الدول التي تنعم شعوبها بالاستقرار بعيدا عن كل التهديدات الإرهابية المختلفة تسمياتها، فبعد مرور أكثر من عشر سنوات على العشرية السوداء، هاهي البلاد سنة بعد سنة وبفضل حنكة قادتها عبر مختلف مؤسساتها العسكرية والأمنية، تثبت للعالم أجمع أنها لن تقبل بأي عدوان إجرامي يستهدف هياكلها ويقلقل راحة مواطنيها، عمليات عسكرية ناجحة مكنت من القضاء على العديد من الجماعات الإرهابية، عبر عدد من مناطق الوطن وخطط شرطية محكمة وضعت حدا للعديد من العصابات الإجرامية المتنوعة نشاطاتها من تجارة للمخدرات والأسلحة والمساس بالسكينة العامة.حقيقة أكدتها الدراسة الأخيرة التي أعدها المعهد الأمريكي لاستطلاع الرأي «غالوب» للقانون والنظام الذي يقيس الشعور بالأمان على المستوى الشخصي، وكذا الخبرات الشخصية المتعلقة بالجريمة وتطبيق القوانين، والذي صنف الجزائر في المرتبة 7 في قائمة الدول الأكثر أمنا في العالم لتكون بذلك ضمن العشر دول الأولى التي يشعر فيها سكانها بالأمان، وهي النتيجة التي مكنتها من أن تتصدر في المرتبة الأولى في تصنيف إفريقيا.
إن كانا الوئام والمصالحة الوطنية بوابة هذا النتاج الأمني الهام وسبب في طي صفحة العشرية الدموية، إلا أن اليقظة التامة لمختلف المؤسسات الأمنية وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي الذي ساهم بشكل كبير في بسط الأمن عبر ربوع الوطن، من خلال جاهزيته التامة في وضع حد لكل من تخوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن والقضاء على فلول الإرهاب.
شكلت مكافحة الإرهاب لدى الجيش الشعبي الوطني أولويات القيادة،حيث تمكنت في هذا الإطار من القضاء على 63 إرهابيا وتوقيف 22 آخر، خلال السداسي الأول من 2017، كما قام باسترجاع كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة، إضافة الى عمليات تأمين الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة التي كلّلت بالنجاح، جعلت المجرمين في كل مرة يغيرون خطط إجرامهم غير أن جاهزية القيادة جعلتها تحبط هذه المحاولات الإجرامية.
عمليات أمنية ناجحة بفضل الإستراتجية الفعالة التي تعتمد على الانتشار المحكم للوحدات العسكرية والتنسيق فيما بينها والسيطرة على كل المنافذ الحدودية، تفاديا لتسلل المجرمين والإرهابيين والمهربين بغرض مراقبة حدودنا وحمايتها ضد أي عمل إجرامي يهدد استقرار بلادنا، جاهزية تامة لعناصر الجيش الذين يسهرون على أمن البلاد والعباد وفق منظومة عصرية تواكب التطورات الحاصلة، مكنها من تسجيل نتائج ايجابية في الميدان.
مواكبة لمسار العصرنة الذي انتهجته القوات المسلحة، عرفت 2017 العديد من النشاطات في مختلف المجالات، منها ما تعلق بالتعاون على كافة أصعدته وكذا الجانب العملياتي وتنفيذ مخططات وبرامج التحضير القتالي لمختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة الى تنفيذ تمارين في إطار التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف، فضلا عن الزيارات المكثفة لنائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق احمد قايد صالح، لمختلف النواحي العسكرية بالبلاد، لمواكبة كافة المستجدات التطويرية والتحديثية حيث أشرف خلالها على العديد من التمارين الخاصة بالتحضير القتالي الجيد ومدى التحكم في الأسلحة والمعدات التي أثبتت كلها الجاهزية العملياتية التي بلغتها وحدات القوات بمختلف تشكيلاتها وتفقد وحداتها.
تدمير 9 ملايين لغم وتطهير أكثر من 62 ألف هكتار من الأراضي
لعلّ أهم حدث ميز سنة 2017 في الملف الأمني، هي القضاء الكلي على الألغام المضادة للأشخاص بالشريطين الحدوديين الشرقي والغربي، بتدمير قرابة 9 ملايين لغم وتطهير أكثر من 62 ألف هكتار من الأراضي، بعد تسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية، وبذلك تكون الجزائر قد التزمت باتفاقية «أوتاوا» المتعلقة بمنع استخدام وتخزين وإنتاج وتحويل الألغام المضادة للأفراد وتدميرها، من خلال آخر عملية تدمير لهذه المواد الخطيرة، بقضائها على 5970 لغم.
الجزائر تترأس منظمة «الأفريبول»... نجاح بارز
في المجال الشرطي كانت 2017 سنة أمنية إفريقيا بامتياز، حيث اختيرت الجزائر على رئاسة منظمة «أفريبول» بعد انتخاب اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني رئيسا للجمعية العامة لأفريبول على مدار 3 سنوات المقبلة، بإجماع من قبل ممثلي أجهزة الشرطة بالدول الإفريقية والهيئات الإقليمية والجهوية.
ستسهر هذه الآلية على تعزيز سبل التنسيق والتعاون مع الجميع وضمان التبادل السريع لقاعدة البيانات ودعم الدراسات والأبحاث والتدريب والتكوين في مختلف الاختصاصات الشرطية، إلى جانب وضع نظام ملائم لتطوير القدرات البشرية لأجهزة الشرطة الإفريقية من أجل التصدي لمختلف العمليات الإجرامية، وعلى رأسها الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان.
يعد هذا الانجاز القاري الذي حققته المديرية العامة للأمن الوطني، بمثابة اعتراف للجزائر بريادتها واحترافيتها في مجال مكافحة كل أشكال الإجرام، خاصة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان، وهو اعتراف للشرطة الجزائرية بمساعيها الدائمة في إطار تعزيز سبل التعاون الأمني والشرطي الإفريقي، ما يترجم مرة أخرى جدارة الجزائر في تصنيفها ضمن الدول التي يشعر فيها مواطنوها بالأمن، حيث تسهر مصالحها الأمنية الى بسط الأمن.
انخفاض محسوس في معدل الجريمة
من هذا الباب، أكد مدير أمن ولاية الجزائر، مراقب الشرطة نور الدين براشدي في تصريح ل «الشعب» أن عاصمة البلاد عرفت خلال 2017 انخفاضا محسوسا في معدل الجريمة، وهذا بفضل جاهزية السلك في التصدي الى مختلف التهديدات الإجرامية، حيث تسهر مصالح الأمن عبر مختلف وحداتها بتضييق الخناق على كل من تخوّل له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن.
في الجانب العملياتي، يقول براشدي، إن عمليات أمنية كثيرة خاصة بإحباط المجرمين كللت بالنجاح، خلال 2017، حيث تمكن أمن ولاية الجزائر عبر مختلف وحداته من وضع حد لها وإيقافها وحجز كميات معتبرة من المخدرات واسترجاع الممتلكات المسروقة.
الجزائر بلد للأمن والاستقرار
المتتبع لملف الهجرة واللاجئين الى الجزائر سيكون لامحالة على يقين على أن الجزائر بلد للأمن والاستقرار، حيث سجلت 2017 توافد أعداد كبيرة من المواطنين الأفارقة واللاجئين السوريين الذين اضطروا الى ترك مواطنهم، بحثا عن الأمن والاستقرار، وإن كان الملف قد أحدث جدلا في الساحة حول شرعيتهم من عدمها، إلا أن الجزائر تبقى البلد الآمن الذي يفتح ذارعيه عملا بمبادئه النبيلة الخاصة بحماية حقوق الإنسان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)