الجزائر

الجزائر سوق رائجة لقرصنة برامج الكومبيوتر والأفلام



الجزائر سوق رائجة لقرصنة برامج الكومبيوتر والأفلام
بلغت نسبة القرصنة في الجزائر لبرامج الكومبيوتر والألعاب الالكترونية 85 بالمائة حسب إحصائيات غير رسمية، وهو معدل يؤشر لدرجة الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها حقوق الملكية الفكرية لأصحاب هذه البرامج من المؤسسات العالمية.كما أن هذا المعدل يشير من جانب آخر إلى الحجم الكبير لعملية استغلال الأقراص المنسوخة بطريقة غير شرعية، وهذا الأمر ليست حكراً على الأفراد فقط، بل تمتد استعمالات هذه النسخ لإدارات الدولة ومؤسساتها الرسمية .فشركات إنتاج برامج الكومبيوتر ليست وحدها المتضررة من ظاهرة القرصنة في الجزائر، فقد تكبد الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة الجزائري خسائر مالية، بلغت أكثر من700 مليون دينار، ونتجت هذه الخسائر بعد تهريب منتجاته أو تسويقها بطريقة غير شرعية، ودخلت هذه الهيئة في عشرات القضايا القانونية لاسترجاع حقوقها وحقوق المنخرطين من الفنانين والموسيقيين والكتاب.وبحسب الأرقام المعلنة من قبل الديوان الجزائري لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، فإن ولايات وهران والشلف وتيارت وتلمسان تحتل المراتب الأولى في عمليات القرصنة والبيع غير الشرعي للأقراص المستنسخة بطرق غير شرعية. وتليها ولايات غليزان وبشار وكذا تندوف، هذا بالنسبة لولايات الغرب، ناهيك عن ولايات الوسط والشرق، بعد اكتساح البيع غير الشرعي والرواج الكبير الذي باتت تشهده عمليات القرصنة. الفنانون واستوديوهات التسجيل أكثر المتضررينالأرصفة لا تخلو أيضا من الدعاية لشراء نسخ مقرصنة من الأغاني والأفلام ويتخوف الجميع اليوم بمجرد التفكير في طرح أي ألبوم أو عمل فني في السوق. وحتى محاولات بعض الفنانين في المغامرة لطرح ألبومات جديدة باءت بالفشل وسرعان ما امتدت لها القراصنة، الذي قاموا بتهريب أغانيهم قبل طرحها إلى الأسواق، مستغلين أداء هؤلاء الفنانين لبعض أغانيهم الجديدة في حفلات رأس السنة الميلادية. "خليج القراصنة"،"نجم سات" و"دي زاد سات" ملتقى القراصنةيعد موقع thepiratebay أي "خليج القراصنة" أهم موقع إلكتروني يتبادل فيه قراصنة العالم الأفلام الجديدة أو القديمة، وكل المواد المقرصنة من موسيقى أو وبرامج وثائقية أو برامج الكمبيوتر أو ألعاب، ويعتمد الموقع على مبدأ تبادل المواد المقرصنة بين أعضاء الموقع وزواره، ولم تستطيع السلطات الأمريكية وضع حد لنشاطه رغم تعرض عدد من أعضاءه إلى الاعتقال لأكثر من مرة.ويلجأ قراصنة إلى "خليج القراصنة" لتحميل ونسخ آخر الأفلام وكل ما هو صالح للبيع من مواد مرئية أو مسموعة، فبعد تحميل الفيلم المطلوب يستخدم القرصان ناسخاً Graveur لينسخ الأفلام بالجملة دون أن يضطر إلى تحميل الفيلم عدة مرات.وبعيداً عن "خليج القراصنة" أطلق مهتمون جزائريون في عالم التقنية مواقع محلية لتبادل الأفلام والخبرات في السمعي البصري وبرامج الكمبيوتر وتشفير القنوات، ومن أشهر المواقع "نجم سات" و"دي زاد سات"، ويجد الأعضاء المسجلون في هذين الموقعين حاجتهم من الأفلام الجديدة أو القديمة، ويعتبر "نجم سات" على وجه الدقة ساحة كبيرة لتبادل الأفلام بين الجزائريين وغيرهم. جهود الدولة غير كافيةسنت الجزائر جملة من القوانين لمحاربة ظاهرة الجريمة الالكترونية بمختلف أبعادها ومنها قانون حماية الملكية الفكرية لسنة 2003 وقانون مكافحة الجريمة عبر الإنترنت في 2009، كما قامت باستحداث فرق خاصة على مستوى الشرطة والدرك لمحاربة هذه الظاهرة، إلا أن ذلك يبقى غير كاف، في ظل التنامي السريع لظاهرة القرصنة التي تتزايد أكثر مع تزايد معدلات البطالة بين الشباب الذين يجدون في السوق الموازية لبيع مثل هذه المنتجات الملاذ الآمن للهروب من لعنة البطالة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)