^ محمد السادس يعيش عزلة إقليمية ودوليةوجّهت الجزائر ضربة دبلوماسية موجعة للمملكة المغربية وذلك بعدما تمكنت من إقناع جميع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بتحرير لائحة باسمهم جميعا يدعون فيها الدول الأعضاء وكافة المنظمات الدولية إلى عدم المشاركة في المنتدى العالمي كرانس مونتانا الذي يسعى المخزن إلى عقده بمدينة الداخلة المحتلة التابعة لدولة الصحراء الغربية من 12 إلى 14 مارس من هذا العام.واعتبر رؤساء دول وحكومات الاتحاد أن تنظيم أي ندوة دولية في الظروف الحالية بالصحراء الغربية يتناقض مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتسوية نزاع الصحراء الغربية ويعتبر أيضا بمثابة خلق جو من المواجهة في هذه الأراضي في إشارة صريحة وواضحة للسياسة الاستعمارية التي تنتهجها المملكة.وجاء في اللائحة التي دوّنها القادة الأفارقة عند نهاية أشغال قمة العاصمة الإثيوبية أديسابابا أول أمس "نحن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي نوجه نداء للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع المدني وكافة المنظمات إلى عدم المشاركة في المنتدى المقرر من 12 إلى 14 مارس بمدينة الداخلة المحتلة في الصحراء الغربية".وذكر الاتحاد الإفريقي بكافة القرارات واللوائح التي صادقت عليها منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، حول الوضع في الصحراء الغربية كما لم يتوان رؤساء دول الاتحاد في الإشادة بالجهود التي باشرها مع الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم لمسألة الصحراء الغربية طبقا لميثاق الأمم المتحدة واللائحة 1514 المتعلقة بتصفية الاستعمار اللذين تمت المصادقة عليهما في 1960.وتعيش المملكة المغربية حسب العديد من المراقبين شبه عزلة حقيقية بعد التحرك اللافت للدبلوماسية الجزائرية إقليميا وحتى دوليا لاسترجاع دورها الريادي في منطقة شمال إفريقيا عموما والمغرب العربي خصوصا، مما تسبب في ارتباك صار واضحا وجليا على سياسات المملكة الخارجية وكيفية تعاطيها مع العديد من الملفات الخارجية.وكانت أبرز صور هذا الارتباك الذي أصاب السياسة الخارجية لمحمد السادس حسب ذات المراقبين، تهجم إعلام المملكة الحكومي على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفت نظامه بالانقلابي وهو الذي كان قبل ذلك يوصف بالشرعي من طرف ذات الإعلام وكان ذلك على قناة مغربية رسمية مما يعطي هذه التصريحات الطابع الرسمي أيضا. كما لم تتوان العديد من الوجوه السياسية والإعلامية المغربية والمحسوبة على البلاط الملكي من التحرش بالنظام المصري الجديد بسبب تقربه من الدولة الجزائرية والجهر بذلك صراحة، خاصة بعدما اختار الرئيس السيسي الجزائر كأول دولة يقوم بزيارتها خارجيا مما أفقد المخزن صوابه وجعله يشحذ سكاكينه صوب جسد السيسي تارة والجزائر تارة أخرى. ولم تتوقف متاعب المخزن المغربي عند الملف المصري بل فتح أو " فتحت" عليه جبهة أكثر تعقيدا مع المستعمر القديم فرنسا إثر التدهور المفاجئ ودون سابق إنذار في العلاقات السياسية بين البلدين، بسبب التصريحات التي جاءت على لسان سفير فرنسا بالولايات المتحدة الأمريكية فرانسوا ديلاتر التي قال فيها "إن المغرب مثل عشيقة ننام معها كل ليلة من دون أن نكون مولعين بها، لكن يجب الدفاع عنها" لتعرف العلاقة أسوأ أيامها مؤخرا بعدما قررت السلطات القضائية الفرنسية استدعاء مدير المخابرات المغربية الداخلية إثر دعوى قضائية رفعت ضده من طرف إحدى الجمعيات بفرنسا تتهمه فيها بممارسة التعذيب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/02/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رفيق ش
المصدر : www.elbilad.net