الجزائر

الجزائر تفقد نصف تنوعها البيولوجي في صمت



كشفت مداخلات يوم دراسي عقد اليوم بقاعة جامعة المدية بأن الجزائر أمام ضياع متسارع لنصف تنوعها البيولوجي وثروتيها الحيوانية والنباتية البريتين جراء ثمانية أخطار تنامت بشكل رهيب خلال السنوات الأخيرة، أغلبيتها بأياد بشرية ناجمة عن أنشطة إجرامية عن قصد أو عن غيره على غرار حرائق الغابات، الرعي الجائر المفضي لتصحر مباشر، التلوث بشتى أنواعه، الصيد والاتجار اللاشرعيين بالطرائد والأنشطة الزراعية المسيئة المخلة بالتوازن البيئي.

وجاء في ذات المداخلات بأن 47 نوعا من الثدييات البرية على وشك الانقراض من بين 100 نوع في مقدمتها الإيل البربري، الفنك والفهد، كما تداهم الأنشطة اللاشرعية زهاء 330 نوعا من الطيور التي لم يعد أمامها سوى الهجرة من ملاجئها الطبيعية أو التدجين الإجرامي أو لتتخيم وتفخيم موائد الصيادين الفوضويين.


"ليس هناك أكثر غرابة ومأساوية من أن تقام ولائم الأعراس على لحوم طائر الحجل، الذي يتعرض لإبادة ببنادق الصيادين الفوضويين أو باستعمال الشباك التي أفقدت هذا النشاط طعمه كهواية أو رياضة أو أي وجه لترقية عالم السياحة الصيدية" يقول أحد المتدخلين.

ولا تستثني الأسماك عن هذا الخطر الداهم، بتعرض 230 نوعا منها للتهديد المتحامل عليها من قبل أشباه الصيادين وجشعهم منها 30 بالمئة يعيش في المياه العذبة. فيما يداهم الانقراض 3000 نوعا من النباتات 100 نوعا منها تنفرد بها الأراضي الجزائرية بيئيا من بين الدول.


الأزمة آخذة في التفاقم والهوة لا زالت متسعة بين الأطراف والقطاعات المعنية بحماية البيئة في الجزائر، والقوانين في حاجة إلى تحيين ومواكبة لخطورة الوضعية ولم تعد هناك أية نجاعة للوسائل الردعية المعمول بها حاليا، حسب ما يستنتج من مختلف مداخلات هذا اليوم الدراسي الذي احتضنته جامعة المدية، بمشاركة مركز زرالدة للصيديات، محافظة الغابات وفيديرالية الصيادين بالمدية ،حيث تم توقيع اتفاقية بين ممثلين عن هذه الأطراف من أجل وضع آستراتيجية بحثية تبدأ بمتابعة طائر الحجل المحلي بعد عمليتي إطلاق شهدتهما غابات وأحراش بلديتين عبر الولاية، عل ذلك تكون بادرة عافية قد تثير الانتباه إلى الاحتضار الذي أصبح يلامس أبسط مقومات توازن بيئي لم يعد هزيلا فحسب بل مندثرا في صمت.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)