الجزائر

الجزائر تتحوّل إلى قبلة الرّياضيّين العرب والأفارقة



لا أحد ينكر أن الجزائر، ومنذ سنوات عديدة، لم تحتضن منافسات من الطراز والمستوى العالي، إلا في السنوات الأربع الأخيرة. الجزائر باتت القبلة الرياضية الأولى للرياضيين الأفارقة والعرب وكذا على الصعيد المتوسطي، لما عاشته من تظاهرات رياضية رفيعة المستوى في ملاعب بمعايير عالمية وسط حضور مميز للغاية للجماهير الجزائرية في كل الأحداث، وأبهرت الجميع بتشجيعاتها غير المسبوقة.تمكّنت الجزائر في السنوات الأخيرة من نيل شرف استضافة العديد من الأحداث الرياضية، وأصبحت وجهة مميزة باعتراف الهيئات الرياضية الدولية والوفود المشاركة لاستضافة المسابقات الرياضية العالمية. ولعل الحدث الأبرز كان احتضان بلادنا لألعاب البحر المتوسط 2022 بوهران، بعد غياب منذ الألعاب التي جرت عام 1975، والكل انبهر للمنشآت والتجهيرات دون أن ننسى جمال حفلي الافتتاح والاختتام.
في 8 سبتمبر من ذات السنة، احتضنت الجزائر بطولة كأس العرب لكرة القدم لأقل من 17 عاما في طبعتها الرابعة، والتي جرت فعاليتها من 23 أوت الى 8 سبتمبر 2022 بولايتي مستغانم ومعسكر، وتوج بلقبها "الخضر" لأول مرة بجدارة واستحقاق بقيادة المدرب ارزقي رمان عقب الفوز على المنتخب المغربي في المقابلة النهائية التي كان ملعب المجاهد الراحل "عبد الكريم كروم" بمدينة سيق (معسكر) مسرحا لها بضربات الترجيح (4-2) بعد انتهاء الوقت الأصلي للقاء بالتعادل (1-1).
واحتضنت الجزائر نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين من 13 جانفي إلى 4 فيفري 2023، والتي وصل خلالها المنتخب الوطني الى المباراة النهائية التي انهزم خلالها أشبال المدرب مجيد بوقرة أمام المنتخب السنيغالي بعد سلسلة ضربات الترجيح، بعد مشوار مميز لزملاء المتألّق محيوص.
ثم احتضنت الجزائرنهائيات كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 عاما، التي جرت فعالياتها ما بين الفترة الممتدة من 29 أفريل إلى 19 ماي الفارط، والكل انبهر وشاهد روعة الملاعب الجزائرية، لا سيما ملعبي 19 ماي 1956 بعنابة والشهيد حملاوي بقسنطينة بعد إعادة تجهيزهما وفق المعايير الدولية.
سنة 2023 التي ستنقضي بعد أيام معدودة، شهدت حدثا رياضيا عربيا مميزا في الصائفة الفارطة، والمتمثل في تنظيم الجزائر للألعاب الرياضية العربية في طبعتها 15، ما بين الفترة الممتدة من 5 و15 جويلية الماضيين تحت شعار "بالرياضة نرتقي وفي الجزائر نلتقي"، حيث تصدرت الجزائر جدول الترتيب العام للميداليات بحصيلة بلغت في المجموع 255 ميدالية: منها 106 ذهبية، 77 فضية، 72 برونزية.
فقد أجمع المشاركون على أن تنظيم هذه الطبعة كان في مستوى الحدث، حيث وفرت الجزائر كل الوسائل المادية واللوجستية لإنجاح الحدث العربي، والذي مرة أخرى أبهر الإخوة العرب، حيث أكّد رئيس اللجنة العليا المنظمة للألعاب العربية عبد الرحمان حماد في كلمة ألقاها أمام الحضور خلال الاختتام الرسمي للطبعة 15، أنّ دورة الجزائر رفعت علم الاخوة والتعايش والمحبة تحت راية واحدة وهي راية العروبة، مجددا امتنانه لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي استطاع برؤيته وإرادته لمّ شمل العرب رياضيا وثقافيا، مضيفا أنّ نجاح هذه الدورة هو إنجاز الشعب الجزائري الرائع، شعبا وجمهورا ومسؤولا ورياضيا في كل ربوع الوطن.
وهو نفس توجّه رئيس اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية العربية ووزير الشباب والرياضة السعودي، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، الذي قال إنّ شعار دورة الطبعة 15 للألعاب الرياضية العربية "بالرياضة نرتقي وفي الجزائر نلتقي"، كان واقعا معاشا خلال هذه الدورة التي خلدت لحظات وذكريات لا تنسى بعد أن أكّد المشاركون قدرتهم على الفوز بأكبر الاستحقاقات والمنافسات الرياضية، كما أسهموا كذلك في إنجاح هذه النسخة بشكل مميز.
اعترافات تؤكّد مرة أخرى أحقية الجزائر في احتضان مختلف المنافسات والتظاهرات الرياضية، سواء كانت إقليمية، قارية أو عالمية، في ظل وجود إرادة سياسية من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي يولي اهتماما كبيرا للرياضة والرياضيين الجزائريين وإنجازاتهم في مختلف الاختصاصات، بدليل أنه في كل مرة يحقق فيها الرياضيون نتائج مبهرة، إلا ويحظون فيها باستقبال الأبطال من قبل رئيس الجمهورية، عرفانا منه بمجهودات من رفعوا راية الشهداء عاليا في كل مرة.
كل هذه المعطيات جعلت من الجزائر في السنوات الأخيرة قبلة رياضية بامتياز لمختلف الهيئات لاحتضان المنافسات الرياضية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)