الجزائر

الجزائر أفضل شريك.. وهذه قصتي مع الإسلاميين في تونس



الجزائر أفضل شريك.. وهذه قصتي مع الإسلاميين في تونس
يعود الممثل والكوميدي التونسي المعروف لطفي العبدلي في حوراه مع "الشروق" إلى آخر المشاريع التي يحضر لها، وكذا قضية محاولة منع أحد أعماله المسرحية سنة 2012 من قبل حزب النهضة عقب ثورة "الياسمين"، وكيف تلقى تهديدات بالموت، وواجه رفقة الشعب التونسي المتطرفين.ويتطرق أيضا إلى النقد اللاذع الذي حمله فيلمه القصير "غصرة" للسلطة، كما يؤكد العبدلي تأييده لمبادرة الجزائر حول ضرورة إطلاق انتاجات مشتركة، ودعا الجزائر إلى ضرورة دعم السينما من خلال ما تمكله من إمكانات بشرية ومالية وتاريخ عريق. ويشير العبدلي في السياق أنّه لتحقيق سينما مغاربية لابد من عزيمة سياسية تمكّن من تطويرها وتقضي على الظلامية والأفكار الغربية. لتحقيق وتطوير سينما مغاربية، ماذا يجب؟لتحقيق سينما مغاربية لابد أولا من عزيمة سياسية قوية للارتقاء بالفن وجعل الفن أداة نحارب بها الظلامية والغرب ووسيلة لنسوق بها الثقافة المغاربية إلى الخارج، لأنّ العالم لاسيما البلدان المتطورة بدأت تفرض اقتصادها وسياستها وفكرها من خلال الفن سواء الأغاني أو السينما عبر تسويقها بصورة مهولة.. وفي المغرب العربي لدينا كافة الإمكانيات البشرية، كما نملك من القصص الكثير، لكن لا نملك الإمكانيات المالية والمادية ولذلك مثلا على الجزائر في الوقت الراهن تدعيم السينما بشكل اكبر خصوصا وأنّها تملك طاقات كبيرة وفنانين عمالقة وشعب له ما يقوله أيضا، فضلا عن التاريخ العريق الذي يمز هذا البلد. تقصد أنّ الدعم المالي هو الحلّ للنهوض بالقطاع في الجزائر وفي كافة الدول المغاربية؟نعم، أظن أنّ الجزائر أغنى من تونس والمغرب ولذلك على السلطات في الجزائر أن تبذل مجهودات كبيرة من خلال إستراتيجية تشمل المنتجين والموزعين والفاعلين في الحقل السينمائي مخرجين وممثلين وغيرهم، لكن شريطة أن تكون الإستراتيجية مخططة ومدروسة على المدى البعيد أو المتوسط، فمثلا إستراتيجية 10 سنوات تخطط لأن تكتسح العالم العربي والعالم بالفن وهذا معقول جدا وهذا حلم ممكن تحقيقه. ذكرت في ندوة حول "واقع السينما العربية" أنّ عدد السكان في بلد معين من المغرب العربي أو العالم العربي معيار لإنتاج سينما تجارية؟لو أخذنا الجزائر كمثال بالنظر إلى الكثافة السكانية الكبيرة، يمكن للفنانين أو الدولة إنتاج أعمال سينمائية تجارية أو سينما المؤلف، فيمكنها إنتاج فلام تجارية أكثر من تونس، لأنّ عدد السكان كبير، وبالتالي وجب أن تستثمر في القاعات السينمائية سواء بالترميم أو بالإنجاز والاستثمار كذلك في المركبات الفنية التي تحتوي على صالات سينما. كما قلت المال موجود والكثافة السكانية موجودة، لكن هناك خللا في السينما الجزائرية من خلال قلّة الإنتاجات؟ برأيك لماذا؟ما ينقص هو الإرادة السياسية، لأنّه إذا غابت الإرادة السياسة لا يصل المال إلى أصحابه، فالشعب حاضر والمال حاضر، لكن الإرادة السياسية غير موجودة وهذا ما يجب التركيز عليه ويجب أن يفهمه الحكام الذين يحبون شعوبهم ليكونوا متطورين ومثقفين أكثر. هل مبادرة الخواص التي تجسدت في الجزائر يمكنها إلغاء دعم وزارات الثقافة أو هل هي رد على تقصيرها في حق السينما؟هي فكرة يجب تحقيقها ولا تكفي في حد ذاتها، فمن الواجب حضور الخواص ووزارة الثقافة والحكومة معا، هذه الأخيرة تستطيع الضغط على رجال الأعمال للاستثمار في القطاع الثقافي لاسيما السينمائي، شريطة التسهيل للخواص حتى يستطيعوا أثناء استثمارهم الأموال على تظاهرة أن يقبضوا أرباحهم أيضا. أديت دورا مميزا في الفيلم القصير "غصرة" الذي عرض ب"حاسي مسعود".. والذي صور كيلشيهات من تونس، إلى أي مدى واقعيتها في بلدكم؟هو واقع يتعلق بمختلف شعوب البلدان العربية وليس في تونس فقط، ولهذا تأثر به الجمهور وحقق هذا التفاعل الكبير، من خلال المهرجانات التي شارك فيها بمصر والجزائر وبلدان أخرى، وحب الجمهور له يعكس أنّ الواقع التونسي هو واقع الشعب الجزائري والشعب المصري والشعب الليبي وغيره، أي بمعنى كل الشعوب العربية في نفس الورطة. هناك عبارة أخيرة في الفيلم تبدو قاسية وساخرة لدرجة كبيرة من الحكومات العربية، ماذا تقصد بها؟أقصد بها أنّ الشعب تغلّب على السلطة وهذا حلمه، لأنه في أغلب الأوقات السلطة هي من يسيطر على الشعب، لكننا نحقق الحلم عبر السينما. ألم تلق صعوبات ومشاكل عند عرضه في تونس؟لا، تجاوزنا هذه المشاكل بفضل الثورة التي قمنا بها ضد النظام السابق، لدينا مشاكل من نوع آخر، اليوم ننتقد الحكام أو ننتقد الشرطة في الأفلام صار أمرا عاديا بعد الثورة، مما يعني أنّ الثورة أعطت مساحة للسينما وللتلفزيون وللصحافة وللشعب كذلك والذي أصبح يتحدث ويخرج إلى الشارع بكل حرية. لكن بعد الثورة أعتقد أنّه منعت إحدى مسرحياتك يعنوان "100 بالمائة حلال" سنة 2012 من طرف الإسلاميين؟ صحيح، لقد صارت هناك فوضى وأراد حزب النهضة وقتها أخذ زمام الحكم في تونس، بحيث منعوا مسرحيتي، لكن لم يستطيعوا، لأننا حاربناهم، لكن وقع تهديدي بالموت وأرادوا منع المسرحية من خلال وزارة الداخلية ومن خلال "المتطرفين" التابعين للنهضة، إلا أنّ التونسيين وقفوا إلى جانبي ودافعوا عنّي كما وقفت إلى جانبهم، وكما قلت لك قمنا بثورة لئلا يسكتونا. يعني أنّك غامرت بعرض المسرحية؟أجل، عرضت المسرحية، وماتزال إلى يومنا هذا تعرض في تونس، وتحمل نقدا لاذعا للحكومة. زرت الجزائر أكثر من مرة، بماذا كللت هذه الزيارات؟قدمت إلى الجزائر عديد المرات منها أنني جئت إلى تصوير فيلم فرنسي يحمل عنوان "شاعر مغتال" مع المخرج الجزائري عبد الكريم بهلول، وشاركت في مهرجان وهران قبل أربع سنوات، واليوم أتواجد في الأيام السينمائية الأولى بحاسي مسعود، حيث تم تكريمي وأنا فخور جدا بهذا الاحتفاء. ما هي مشاريعك القادمة وهل هناك مشروع ستجسده مع جزائريين؟من خلال الدعوة التي بادرت بها الجزائر لإطلاق انتاجات عربية مشتركة، نفكر في الأمر وأجزم أننا لا نجد أحسن من الجزائر، لاسيما وأنّه سبق تقديم بعض التجارب السينمائية المشتركة، وعليه من الممكن جدا أن أقوم بجولة عرض مسرحيتي في ولايات الجزائر من خلال طلب عديد الفاعلين في المجال بالجزائر، ولدي أفلام ومسلسلات سيتم إنجازها، منها إعادة مسلسل "بوليس 3" الذي شاهده الجمهور الجزائري ودعمه عبر الشاشة، سيعرض في القناة التاسعة التونسية، وأتمنى أن تكرر تجربة "بوليس 2 أو 3" بين التوانسة والجزائريين. أعود إلى مداخلتك في الندوة فقد ذكرت أنّ سكان المغرب العربي من أكثر المستهلكين للكحول وتمنيت لو أنّ الأموال المصروفة تعود للثقافة؟ ماذا تعني تحديدا؟أتمنى ذلك، أنا أعطيت مثالا فقط عن "الكحول" وبالتالي يمكن الاستفادة من الأموال التي تصرف على التبغ الذي يضرّ بصحة المواطن، كما تستطيع الدولة العمل بهذه الطريقة في مجالات أخرى وتوظف الأموال المحصلة من مثل هذه التجارات في الثقافة والفن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)