الجزائر

الجزائريون لا يثقون في الأحزاب السياسية!



الجزائريون لا يثقون في الأحزاب السياسية!
الاقتصاد الموازي يستقطب أكثر من 56 بالمائة من الشبابأظهرت دراسة مسحية دولية استهدفت الشباب الجزائري أن "الأغلبية من هذه الشريحة لا تثق في خطاب الطبقة السياسية". وذكرت الدراسة التي امتدت لأكثر من 3 سنوات أن "الهوة لا تزال واسعة بين الأحزاب والفئات الشبانية التي لا تكتفي بالعزوف عن الانخراط التنظيمي في التشكيلات السياسية بل تتعداه إلى انعدام ثقتها في الخطاب الذي يسوّقه المسؤولون الحزبيون".عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مؤتمرا لمناقشة النتائج الرئيسية لمشروع "صحوة" عن الشباب فى خمسة من دول حوض البحر الأبيض المتوسط العربية وهي مصر، لبنان، تونس، المغرب والجزائر، حيث ناقش المؤتمر النتائج الرئيسية للمشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي، وقام بتنفيذه منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع 14 شريكا من العالم العربي وتركيا وأوروبا، تحت عنوان، "دراسة الشباب العربي في حوض البحر المتوسط: نحو عقد اجتماعي جديد".ركز المشروع الذي امتد لأكثر من 3 سنوات، من خلال تحليل كمي وكيفي، على عدة مشكلات رئيسية تواجه الشباب وهي العمل، والتعليم، والهجرة والتنقل وفرص الشباب وإشراك الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية. ووفقا لمشروع صحوة، قال بيان الجامعة الأمريكية ، اطّلعت "البلاد" على نسخة منه، إن مشكلة البطالة هي أهم مشكلة تواجه الشباب العربي، بالنظر إلى أغلب الشباب في تلك البلدان لا يزال القطاع الخاص هو مصدر العمل الرئيسي، فأكثر من 56 بالمائة من الشباب يشتغلون بآليات مؤقتة في الاقتصاد الموازي ولا تشملهم التغطية الاجتماعية لدى مصالح الضمان الاجتماعي. وذكر مصطفى عمران، أستاذ علم الاجتماع والدراسات السكانية في جامعة خميس مليانة بالجزائر وباحث مشارك في مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية في الجزائر والذي عرض نتائج صحوة عن الشباب في الجزائر، "نجد في الجزائر أن نسبة البطالة لا تزال مرتفعة بواقع 10 بالمئة من مجموع السكان، إلا نسبتها أعلى بين الشباب وتصل إلى 32 بالمئة، ولا تزال الجزائر هي واحدة من أكثر الدول العربية التي تستقبل العمالة العربية أو الأجنبية".وأوضح أن العمالة غير الرسمية في منطقة الشرق الأوسط ظاهرة عامة تعكس النظام التعليمي غير الفعال، والزيادة في تأثير الفقر، حيث يعمل أكثر من نصف الشباب الجزائري (56 بالمئة) في القطاع غير الرسمي وكذلك مثل معظم الشباب المصري. وتظهر الدراسة عدم الثقة في الأحزاب السياسية، ويقول بهجت قرني، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، "غالبية شباب المنطقة يوجد لديهم سببا قويا للاعتقاد بأن السياسات لن تتغير وأن العقلية السياسية ستبقى كما هي، لذلك هم ليسوا متفائلين بشكل عام بشأن مستقبلهم". وتابع أن "الأمر لا يقتصر عن العزوف عن الانتماء التنظيمي إلى تلك الأحزاب بل يتعداه لانعدام الثقة تماما في خطاب القادة السياسيين".فيما قالت إيلينا سانشيز، منسق علمي في المشروع وتعمل في مركز برشلونة للشؤون الدولية، "لقد كانت هناك العديد من النتائج غير متوقعة في ما يخص المشاركة السياسية، فالمشاركة السياسية للشباب في الخمسة بلدان تعد منخفضة للغاية، كما أن الاعتقاد السائد أن معظم الشباب يرغبون في الهجرة ليس صحيحا، إذ أن أقل من 20 % يرغبون في الهجرة تقريبا في البلدان الأربعة باستثناء تونس، حيث يصل عدد الشباب الراغبين في الهجرة إلى 53 %".وأشار بهجت قرنىي، إلى أن النظام التعليمي في جميع أنحاء المنطقة لا يقوم بإعداد الشباب بشكل كاف لتلبية مطالب سوق العمل، قائلا "إن النظام التعليمي في مصر، على سبيل المثال، هو نظام شكلي للغاية، غير نقدي وجامد ولا يسمح الشباب باستكشاف اهتمامات مختلفة في نفس الوقت"، وأن عدم الاهتمام بالمشاركة السياسية هو ظاهرة أخرى شائعة بين الدول التى شملتها الدراسة.وسجلت مصر أعلى مستوى في عدم انتماء الشباب لأي حزب سياسي، وعدم الانتماء إلى أي جمعية ثقافية أو جمعية تابعة للحي، بنسبتي 95 % و85 %". ولحل تحديات مشكلة البطالة المتزايدة في المنطقة، أشار قرني إلى أهمية النظر لعوامل الاقتصاد الجزئي قبل إيجاد الحلول، "إذا تم الاتجاه إلى نموذج للتنمية يقوم على كثافة رأس المال بشكل كبير فمن المتوقع عدم توفر فرص عمل كبيرة، إن عدد السكان في مصر يتزايد كل شهر بحوالي 100 ألف شخص، لذلك لا يوجد في الاقتصاد قطاعات كثيفة للعمالة بشكل كاف، ولا تزال الفجوة تتسع، كما أن عدد المواطنين العاطلين عن العمل في حالة زيادة أيضا".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)