الجزائر

الجامعة الجزائرية مريضة بطلابها!



بقلم: نور الدين مباركي
نتساءل دائما عن الوضع الكارثي الذي تعيشه الجامعة هذه الجامعة التي لطالما كونت إطارات وأجيال ابدعوا فأحسنوا الإبداع درسوا العلوم فأتقنوها. شرفوا الجزائر في مختلف أنحاء العالم وفي مختلف المجالات في الطب في التكنولوجيا في الهندسة وغيرها من العلوم... لكن شتان بين الأمس واليوم فطالب اليوم ليس نفسه طالب الأمس. تهاون وتكاسل ملل وفرار من العلم من كل ما له علاقة بالعلم والمعرفة. فراغ رهيب يسود المناخ والوسط الجامعي ويسيطر على ذهنية الطالب. حتى أصبح هذا الأخير يتهرب ويختلق الأسباب بشتى أنواعها فقط من أجل نيل الشهادة بأسهل الطرق غير تلك الطريقة المثالية والشرعية. هناك صنفين من الطلبة يمكن تمييزهما صنف هدفه الشهادة وصنف هدفه الدراسة. فالصنف الأول كما قلنا غايته تحقيق الشهادة بشتى الطرق بالغش بالتوسط عند الأساتذة وبالاضراب لأتفه الأسباب حتى يعرقل سير البرنامج السنوي وبالتالي ارضاخ الإدارة لمطالبه. هذه الطريقة (الإضراب) تكاثرت في الآونة الأخيرة نظرا لفعاليتها يختلفون الأسباب فقط للتهرب من الواقع يطالبون في بعض الأحيان لتأجيل الامتحانات متذرعين بعدم كفاية الوقت للمراجعة ! المراجعة على مدار السنة وليس عند اقتراب الامتحانات. ليس هناك مجال لاختلاق الأسباب والتذرع بها في الدراسة وطلب العلم أسلافنا لم تكن لهم أبسط الإمكانيات التي تملكها الآن وبالرغم من ذلك حققوا أهدافهم ووصلوا مراتب عالية... والصنف الثاني الذي هدفه الدراسة وطلب العلم تجده مثابر ومجتهد همه اكتساب المعرفة والتعلم وبالتالي تحقيق الشهادة مع الكفاءة.
حقيقة هو واقع مر تعيشه الجامعة الجزائرية إنها تمر بأزمة خانقة تجعلها في ذيل الترتيب العالمي.تدهور المستوى بأتم معنى الكلمة كيف لا يتدهور المستوى والطالب يترجى الأستاذ أن يحدد له الدروس لمراجعتها !! كيف لا والأستاذ وجد نفسه مرغما على إملاء الدروس شفهيا وكأننا في التعليم الابتدائي وليسالعالي !! كيف لا والطالب يترجى الأستاذ أن يمنحه نقطة غير تلك التي استحقها !! كيف لا والطالب يستعمل كل أساليب الغش
المتطورة منها والتقليدية !!
منطقيا الدراسة في الجامعة فردية أي الطالب يدرس ويتكون من تلقاء نفسه وبنفسه أي يقوم بالبحث في مجاله العلمي أما الأستاذ مهمته توجيهية يوجه الطالب للقيام ببحثه وعمله. يسطر له البرنامج ويبين له المنهج الصحيح الواجب اتباعه والخطوات اللازمة. لكن ما نراه في الجامعة الجزائرية يعكس المنطق تماما. بل يشوهه.
حقيقة هو واقع مر نعم الجامعة الجزائرية مريضة
بطلابها مريضة بأبنائها هؤلاء طلاب اليوم وموظفو الغد. فلنتساءل بل فلنتخيل طالب اليوم بهذا المستوى هو موظف الغد؟! كيف سيكون مردوده المهني؟ كيف ستكون كفاءته؟ كيف سيكون سلوكه؟ هي حقيقة إشكالية إشكالية يستعصي حلها.
إن أراد الطالب بناء دولة ديمقراطية دولة الحريات والحقوق دولة العدالة دولة قوية باقتصادها يجب عليه البدء ببناء مستقبله على أسس صحيحة ليست مغشوشة يجب عليه تكوين شخصية قوية ذو أخلاق عالية وراقية يجب عليه اتباع المنهج الصحيح منهج العلم والتعلم. يجب تغيير الذهنية والنظرة السلبية اتجاه الدراسة وطلب العلم نحن نعلم أن أغلبية الطلاب متشاءمين ويسيطر عليهم اليأس والخوف من عدم إيجاد وظيفة بعد الدراسة. وهنا يكمن الإشكال يفتحون المجال لليأس ليسطر على عقولهم وقلوبهم فيتبادر لهم أن الدراسة مضيعة للوقت ولا فاءدة منها !! لكن بعد مرور الوقت وفوات الأوان يقعون في إشكال أكبر وأخطر بكثير في حالة توليهم وظيفة أو منصب. فلا يجدون مرجعا علميا تتأسس عليه كفاءتهم لا يجدون سبيلا لتبرير تهاونهم وتهربهم من المهام. بل الأسوء أنهم يصبحون مصدرا التدهور والبيروقراطية والفساد حتى...ألم يحن الوقت لتدارك الوضع ووضع حد لمثل هذه الذهنيات وهذا التفكير الغير منطقي والغير أخلاقي. إن مستقبل بلادنا بين أيدي طلابنا فكيف لنا تصور مستقبل بلادنا في ظل الأوضاع الراهنة في الجامعة والمستوى المتدهور الكارثية الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)