الجزائر - A la une

الثورات العربية.. والبدائل المستنسخة



الثورات العربية.. والبدائل المستنسخة
حالة سود الشارع المصري، ما بعد الثورة، جراء التسلط الذي بدا يطبع سلوك الرئيس الإخواني محمد مرسي، يدل فيما يدل على أن القيام بالثورة على حد تعبير المصريين لا يعني ضمان نجاح بدائل التغيير، فالديكتاتورية والتسلط والانحياز للجماعة أو العائلة تبدو من ابرز سيمات الحاكم العربي سواء كان منتخبا أو معينا أو جاء بالانقلاب.
عودة المظاهرات والاحتجاجات ضد قرارات مرسي التي ترفض الطعن فيها او عدم تنفيذها، بما يجعله "ظل الله" في الأرض وجدت مقاومة كبيرة من قبل الفاعلين المصريين ممن اصطفوا بالأمس القريب إلى جانب الإخوان للإطاحة بنظام مبارك، وهنا نشير أن رغم حالة الخطورة الناتجة عن الاحتقان وانقسام الشارع إلا انه مؤشر كبير على أن المصريين لم يعودوا يقبلون بأي شكل من أشكال الديكتاتورية سواء كانت باسم الوطنية أو الشريعة أو المدنية.
لكن الأهم من هذا وذاك أن المثير للاهتمام في هذه المسالة بالذات هو ان الشعوب بإمكانها القيام بالتغيير بمختلف الأشكال والأساليب لكن ليس بمقدورها ضمان نجاح البدائل، ومعنى هذا الكلام أن التغيير قد ينتج ديكتاتورية، فالقتلى الدين سقطوا جراء المشادات بين أصار مرسي ومعارضوه ذليل على أن المسيرة ما تزال طويلة، بل وشاقة من اجل الوصول إلى الديمقراطية الحقة.
في تونس كذلك رغم اختيار التونسيين لحركة النهضة الإسلامية، الاخوانية إلا أن الشارع بدا يثور ضد حكمها، ضد سياساتها، ضد سلوكات أتباعها، إلى درجة أن مستوى الغضب من النهضة لا يقل عن غضبهم على رموز نظام بن علي.
خلاصة القول ان اللعبة الديمقراطية وما تقتضيه من إقصاء لكل سلوكات الظلم والتسلط وقبول بالآخر والسماع اليه واستشارته، تبدو بعيدة المنال في عالمنا العربي الذي ما يزال يخضع لضمير العشيرة او الجماعة أو العصابة.. وفي كل الأحوال التغيير يتطلب مقاومة كبيرة لضمان نجاح البديل وثمة عبرة لكل شعوب المنطقة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)