يتناول هذا البحث قضية بارزة في الدَّرس النَّحوي، نالت عنايةً متميِّزةً من علماء اللُّغة والبيان والتفسير قديمًا وحديثًا، إذ لا يكاد يخلو كتاب من كتبهم من ذِكر هذه الظاهرة وبيان طرافتها وجمالها، واختلاف العلماء فيها، فكلٌّ أخذ منها بطرفٍ وعالجه بأسلوبه.
والتضمين من أنزه الفصول في العربية، فإذا تأملته عرفتَ منه وبه ما لحروف المعاني من أسرار يكشفها لك، ويظهر فيها مزيَّة ... ترى الحرف مع فعل أو مشتق لم يألفه، فيوحشك الحرف ويبقى الفعل قلِقًا ، فإذا حملته على التَّضمين تمكَّن الفعل وآنسك الحرف، فلولا فعازَّة الخاطر في هذه الحروف، ومساورة الفكر واكتداده لكنت منها على حَرَد وعنها بمعزل وبأمر سواها في شغل.
ومعلوم أنَّ الدلالة وظيفتها البحث عن المعنى، وهي تُعين على فهم الحقيقة اللغوية وترشد إلى تفسيرها بالغوص وراء مُراد المشرِّع ، والاستلهام بروح النَّص لا بحرفيته لفهم محتواه الاجتماعي أو التاريخي، أي القرائن التي تُلقي عليه ظلال معناه. وقد وضع اللغويون تحت أيدي الدارسين تراثًا في هذا الجانب يستحق كلَّ ثناءٍ وتقديرٍ لما بذلوه من جهود كبيرة لفهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنَّ ظاهرة التَّضمين قد تباينت الآراء فيها وتعددت المذاهب في تفسيرها، ومن ثمَّ اختلفت مناهج دراستها وتعددت، بَيْدَ أنِّي لم أقف في حدود ما اطلعت عليه من مظان على دراسةٍ وافيةٍ لها في المنهج على وجه الخصوص ، إذ كانت الدراسات منصبَّة على تناول (فرضية) الخلاف بين البصريين والكوفيين .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/04/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد الله عبد القادر الطَّويل
المصدر : جسور المعرفة Volume 3, Numéro 9, Pages 23-36 2017-03-01