التوحيد المحاسبي الدولي بين المأمول والموجود (أسباب التباين وتقيم التناسق)

تمثل قضية العولمة أهم القضايا التي أثارت الكثير من الجدل، وأسالت الكثير من الحبر وذلك بالنظر إلى آثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية... تسعى الدول الغنية إلى تكريس العولمة عن طريق جملة من الهيئات والمنظمات الدولية مثل المنظمة العالمية للتجارة، وعن طريق الشركات الدولية النشاط والعابرة للقارات، التي تسعى إلى الاستثمار في كافة الأقطار والدول التي تتوفر على الوسائل والامتيازات والتحفيزات المالية والضريبية... . إن الشركات العابرة للقارات لها جملة من الدوافع الكامنة وراء الاستثمار في الدول المضيفة، وخاصة في الدول النامية، التي تعتبر أسواقا استثمارية واستهلاكية مفتوحة في نفس الوقت، نظرا لتوفر اليد العاملة الرخيصة, وعدم وجود منافسين من الحجم الكبير على الأقل على المدى القصير. يلزم الواقع الجديد ويفرض على إدارة الشركات مع واقع عمليات التشغيل الجديدة في سياقها العالمي، ومن بين أهم القضايا التي طرحت مع هذا التطور الحاصل هي عملية تنسيق المعايير المحاسبية الدولية، بهدف تضييق فجوة الاختلاف بين البدائل والمعالجات المحاسبية المختلفة .