ممّا لا شك فيه أن المتمعّن في السيرة النبوية يجد أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قد بعث للإنسانيّة عامة، وشرع لها أنموذجا صالحا يفيد كل المربين والمعلمين والمتعلمين وحتى أولياء الأمور والدعاة لبناء مجتمع يسوده الخير والحب والتعاون وكل الأخلاق الفاضلة والمبادئ السامية والقيم العظيمة، إنّه النموذج التربوي الذي تمسك به (صلى الله عليه وسلم) في تبليغ دعوة الله على أكمل الوجه ، ويرجع ذلك إلى التربية الربانية والقرآنية التي نشأ عليها منذ نعومة أظفاره.
وموضوع التواصل التربوي من أهم الموضوعات العصريّة، تكمن أهميته في تطوير العلاقات الإنسانيّة في مختلف مجالات الحياة، منها المجال التعليمي والمجال التربوي والمجال الثقافي والعديد من المجالات الأخرى لتحقيق التقدّم الحضاري للمجتمع الإنساني "لأن التربية تمثل مهمّة إنسانيّة تهدف في العادة لنمو الإنسان وتطويره، واتصال خلالها هو مجموعة متتابعة من المداخلات والتفاعلات التي يتعامل فيها الإنسان مع أخيه الإنسان لتحقيق غرض تربوي"(1)، وبهذا اقتضت الحاجة إلى دراسة العلاقة التربوية في بعدها التواصلي وتطبيقاتها على الخطاب النبوي بهدف استنباط أهم الأساليب والوسائل التواصلية المساعدة في عملية التربية والتعليم من خلال الأحاديث النبوية الشريفة، ومن هنا قد نتساءل عن مدى تأثير هذه الوسائل والأساليب التي استخدمها الرسول في العديد من المواقف التعليمية لتحقيق الأهداف التواصلية التربوية، وأثر ذالك على الخطاب التربوي المعاصر تأثيرا يتوافق مع أهداف الدراسة التي نسعى من خلالها إلى رصد منهج الرسول(صلى الله عليه وسلم) في التواصل التربوي مع الآخرين "لأنّه أنموذج رائع ونظام محكم، قائم على أساس أخلاقي وإنساني، جميل في شكله ومضمونه، يحتاجه المربون في كل مستويات ومراحل التعليم، إن ينهلوا من نبعه الصافي والشافي، لكل مظاهر التنافر و عدم الانسجام والتفاعل، بين المعلم والمتعلّم""(2).
فما مفهوم الاتصال التربوي؟ وما مفهوم الخطاب النبوي التربوي من خلال الحديث الشريف؟ و ما هي أهم الأساليب التي استخدمها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في التربية والتعليم؟ و كيف يمكن استثمارها في الخطاب التربوي المعاصر؟
و للإجابة عن هذه التساؤلات تضمنت دراستنا عدة خطوات أساسية نوضحها فيما يلي:
1-تحديد مفهوم الاتصال التربوي في الخطاب النبوي.
2-أهمية الاتصال التربوي في الخطاب النبوي.
3-أساليب التواصل التربوي في الخطاب النبوي اللفظية وغير اللفظية.
4-الخاتمة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/11/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - حميدة يمينة
المصدر : الموروث Volume 5, Numéro 5, Pages 357-382 2017-06-01