التنصير 1830 -1899
لعب الرهبان الذين رافقوا الحملة الفرنسية ، دورا كبيرا في نشر الديانة المسيحية على الساحة الجزائرية وتعبئة جند الاحتلال وشحنهم بالروح الصليبية.ويعتبر الراهب لافيجري ، الذي وصل الجزائر عام 1867 ، أكثر الناشطين المفوظين من قبل الإدارة الإستعمارية للتنصير, واعتبارا من هذا التاريخ شرعت هذه الأخيرة في بناء الأديرة و الكنائس المسيحية. وهدفها في ذلك؛ القضاء على معالم الدين الإسلامي و تنصير أكبر قدر ممكن من الجزائريين في إطار إعادة مجد الكنيسة الإفريقية الرومانية و مواصلة عمل أجداده الرومان
الإدارة الإستعمارية في خدمة التنصير
دعم النظام المدني الذي كان يقف وراءه المستوطنون سياسة التنصير مما مكن الأب لافيجري من آداء رسالته الهدامة ,و استطاع ما بين 1876 و 1878 تأسيس أكثر من 49 كنيسة و 25 خورنية و كان من أبرزها كنيسة سان جوزيف بباب الوادي و كنيسة سان شارل بآغا ، و قد وجد الدعم المطلق من طرف الإدارة الإستعمارية و على الخصوص دعم المعمرين المطلق له مما سمح له بتأسيس 68 كنيسة عام 1888 ليرتفع العدد إلى 121 كنيسة عام 1892 ، فبغض النظر عن إنشاء كنيسة في كل قرية استعمارية رأت الإدارة الإستعمارية أنه من الضروري تنصير الشباب الجزائري و لا يتأتى ذلك إلا من خلال بناء كنائس في القرى العربية ،انطلاقا من فكرة تعميم النشاط التبشيري على مستوى المدن و القرى و حتى المداشر النائية الجزائرية و قد قال المطران لافيجري حول هذا الموضوع ما يلي:" إنطلاقا من السيدة الإفريقية ستشهد الجزائر سريان النشاط التبشيري في القبائل و الشلف و في الصحراء"
و ابتداء من 1871 تكفلت جمعية أخوات العناية الإلاهية المسيحية -دور يبوفيل- بالمدارس و الملاجئ في كل من برج منايل و تيزي وزو كما قامت جمعية- سان جوزيف دوسان جون دوموريان - بفتح مدرسة دينية حرة بمدينة قوراية قرب شرشال.و لإنجاح عملية التنصير بين الأهالي وضع دستور التبشير الذي له قوانين تضبط نشاط المكلفين بالعملية التنصيرية.
كما وقفت الإدارة الإستعمارية موقفا مشجعا تجاه تنصير الأهالي، من خلال مساعدتها المطلقة لنشاط الآباء و الأخوات البيض و كل الجمعيات الدينية ، حيث وصلت المساعدات الرسمية على عهد الحاكم العام شانزي عام 1874 إلى 90.000 فرنك في حين وصلت قيمة ما منحته الغرف البرلمانية عام 1874. إلى 445000 فرنك إلى جانب ما كان يعطى من الميزانية التصحيحية و حتى الوزارات في باريس سا همت بقدر كبير في إنجاح التنصير في الجزائر حيث قدمت وزارة الخارجية مساعدة سنوية قدرت بـ 60.000 فرنك.أما وزارة التربية فقد قدمت مساعدة سنوية كذلك قدرت بـ 70.000 فرنك عام 1883.و كذلك وزارة الشؤون الدينية فقد قدمت بدورها مساعدة سنوية بلغت عام 1884 50.000 فرنك.كما أسهمت العائلات الباريزية في دعم سياسة التنصير و من أبرزها عائلة -الكونت دوشمبور- و هو من أسرة آل بربون و الذي منح المطران لافيجري عام 1880 مبلغا قدره 100.000 فرنك ، و كذلك الحاكم العام جول كامبون الذي قدم مبلغ 60.000 فرنك إلى لافيجري عام 1883.و قد وصلت نفقات التنصير بين الأهالي عام 1878 إلى 8.870.000 فرنك لتصل مساهمة الإدارة الإستعمارية إلى أسقفيه الجزائر ما مجموعه 10.000.00 فرنك و قد اعتمدت سياسة التنصير على عدة عوامل أساسية استغلت لتحقيق نتائج إيجابية في خلق جيل منصر و مسيحي من الأهالي الجزائريين , و هذا ما كانت تصبوا إليه الإدارة الإستعمارية و من أهم هذه العوامل ما يلي :
1- الأوضاع الإجتماعية المزرية.
2- فقر المناطق إقتصاديا.
3- الأوضاع الطبيعية من كوارث و مجاعات و أوبئة.
و هي الأوضاع التي ساعدت نشاط الآباء البيض في عدة مناطق كان من أبرزها منطقة القبائل التي أعد لها لافيجري برنامجا خاصا يضبط النشاط التبشيري في الجزائر بصورة عامة و منطقة القبائل بصورة خاصة ، و الذي تضمن إلى جانب القواعد الواجب اتباعها من طرف المبشرين كذلك ، وضع مجموعة من المؤلفات سهرت الإدارة الإستعمارية على جلبها من فرنسا لتسهيل هذه السياسة الجهنمية ، و هي مؤلفات خاصة بتعليم المسيحية لأبناء الأهالي.
و لإضفاء طابع المسيحية على البرامج التعليمية عمد المبشرون إلى اتباع عدة أساليب منها:
1- استخدام نصوص مستخرجة من الإنجيل تلقن لأبناء الأهالي في المدارس.
2- تدريس مادة تاريخ الديانة المسيحية على شكل حصص أصبحت تعرف بمادة التربية المسيحية.
3 -وضع مطبوعة بالعربية خاصة بالتربية الدينية المسيحية على يد الراهب تولوت.
4- إنهاء البرنامج الدراسي اليومي بترتيل أبناء الأهالي لبعض نصوص من الإنجيل
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/10/2011
مضاف من طرف : yasmine27
المصدر : وزارة المجاهدين الجزائر