الجزائر

التنافس على قيادة القاطرة يجهض مبادرات المعارضة



التنافس على قيادة القاطرة يجهض مبادرات المعارضة
لم تنجح الأحزاب المحسوبة على تيار المعارضة، بعد مرور عدة أشهر، في المبادرات التي أطلقتها في إطار ما بات يطلق عليه «الوفاق الوطني» في الساحة السياسية الوطنية. فلا جبهة القوى الاشتراكية بقيادة السكرتير الأول، محمد نبو، تمكنت من عقد ندوتها التي كانت مقررة في فيفري المنقضي، ولا حركة مجتمع السلم التي سارعت بدورها إلى إطلاق مبادرة مماثلة نجحت في لملمة شمل الطبقة السياسية، ولم تخرج بذلك كل التحركات عن نطاق تنافس سياسي شرس حول التموقع في المعارضة.رغم أن تحركات الأحزاب أضفت انتعاشا على نشاط الطبقة السياسية، واضعة بذلك حدّا للركود والتقوقع الذي دخلت فيه، باستثناء الأحزاب التي اعتادت على تنظيم نشاطها بشكل دوري، إلا أنه وبعد مرور أسابيع تأكد عجزها عن تجسيد أي مبادرة سياسية، وعلى الأرجح فإن مثل هذه المبادرات لن ترى النور بسبب الحساسية المفرطة بين القيادات التي تسعى إلى أن تحمل توقيعها دون غيرها من التشكيلات السياسية، ما يجعلها في موقع جيد لقيادة قاطرة المعارضة.تأكد مع مرور الوقت، أن التفاف الطبقة السياسية حول مبادرة حزبية شبه مستحيل، ورغم أن السكرتير الأول ل «الأفافاس» حاول جاهدا عدم رفض مبادرة الوفاق الوطني وهو أمر صحيح، مادام الرفض لم يتم بطريقة مباشرة، إلا أن الأحزاب عموما لم تنخرط فيها، ما حال دون عقد الندوة التي تم تأجيلها بعدما كانت مقررة في فيفري.إلى ذلك، فإن أحزاب الأغلبية التي سارعت إلى عقد لقاءات تنسيقية لبحث موقفها من مبادرة «الأفافاس» مكتفية بالترحيب بها مبدئيا، أعطت موافقة مشروطة.ما يؤكد هذا الطرح التصريحات التي أعقبت اللقاءات التي جمعت نبو بقادة مختلف الأحزاب السياسية؛ ذلك أن قادة هذه الأخيرة، على غرار الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، اللذين سارعا إلى عقد ندوة صحفية، أكدا من خلالها الشروع في التنسيق مع مختلف الأحزاب، شأنهم في ذلك شأن أحزاب المعارضة، كما أعلنا عن الشروط التي تقيد الموافقة، وفي مقدمتها عدم المساس بشرعية مؤسسات الدولة؛ موقف تبنّاه لاحقا الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي، وإن رحب بالمبادرة وترك الحسم النهائي فيها إلى أعلى الهيئات في الحزب.وتبقى مثل هذه المبادرات صعبة التجسيد، مادامت الطبقة السياسية عموما لا تتقبل فكرة أن تكون حزبية، وترى في ذلك امتيازا للحزب الذي بادر بها وتقدما له في الوقت الذي تسجل فيه تراجعا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)