التناسق الفني أداة وظفها القرآن الكريم لتصوير المشاهد المختلفة, و هو بمفهوم سيد قطب حُسن اختيار و توظيف الجزئيات انطلاقا من الأصوات و الألفاظ و العبارات, مرورا بالمشاهد و الأساليب الصوتية, وصولا إلى السياق العام. و تختلف نسبة و طريقة استثمار هذه الجزئيات باختلاف الألوان الخمسة للتناسق الفني التي تصب في مجريين, يتعلق الأول بتناسق المعاني و الدلالات الحاصلة من تأليف الكلام, و يتعلق الثاني بتناسق الأصوات و الألفاظ و التراكيب و السياق العام.
و ينتظم التناسق الفني حسب سيد قطب في سبعة مظاهر تتراوح بين تناسق الجزئية الواحدة مع الدلالة, و تناسق الجزئيات مع بعضها , و تناسق الجزئيات المختلفة مع الدلالة. و يعتمد سيد قطب في عرض هذه المظاهر على ضرب الأمثلة من القرآن الكريم و شرحها مستعينا ببعض المبادئ الفنية : كمبدأ تناسق الألوان في الفن التشكيلي, و تناسق الإخراج في الفن المسرحي, و قد ساعدته هذه المبادئ في تحليل المشاهد التي ترسمها الآيات القرآنية, و إظهار بعض أسرار التصوير الفني في القرآن الكريم و الذي من شأنه أن يثري اللغة العربية, و يميط اللثام عن بعض مظاهر الإعجاز القرآني.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/08/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - زينة بورويسة
المصدر : المعيار Volume 22, Numéro 1, Pages 60-69 2018-01-13