يعاني العالم اليوم من عدد من الأمراض الاقتصادية, منها الفقر, معدلات مرتفعة للبطالة, عدم الاستقرار الاقتصادي, التضخم, تآكل القيمة الحقيقية للأصول النقدية, و لا شك أن لهذا أسبابا جذرية من أهمها عدم تقديم إطار مصرفي و نقدي مستقر و عادل فلا يمكن لأي نظام اقتصادي الاحتفاظ بحيويته و نشاطه و الوصول إلى أهدافه الاجتماعية و الاقتصادية بدون نظام مصرفي رشيد و عادل, و لا يتحقق إلا على ضوء الشريعة الإسلامية.
و يتطلب تحقيق الأهداف المرجوة السابق عرضها، إصلاحات جوهرية للنظام الاقتصادي عموما و المصرفي و النقدي خصوصا و يشمل ذلك-دون ريب- القضاء على الربا و تقديم بديل عن سعر الفائدة لتمويل التنمية الاقتصادية, أو بصفة أخرى تقديم نمط جديد للتمويل الإسلامي للمشروعات منها الصغيرة و المتوسطة لدفع عجلة التنمية. هذا البديل هو الذي تقدمه اليوم البنوك الإسلامية و التي تتميز عن غيرها من البنوك بـ :
- تستمد تصورها و دورها في بناء المجتمع من منهج رباني شامل تتداخل فيه الأبعاد العقائدية و الأخلاقية, كالصداقة و الأمانة و الإخلاص و التراحم.
- البنك الإسلامي لا يجعل من عامل الربح في مشروعاته الاستثمارية المعيار الوحيد, بل انه يهتم بالمردود الاجتماعي لمشاريعه و بمدى مطابقة هذه المشاريع و ما تتيحه أوامر الله و نواهيه.
- البنك الإسلامي يساهم في ترابط المجتمع لأنه يعتمد على نظام المضاربة و المشاركة، الأمر الذي يجعل كل من المودعين و المستثمرين يتعاونون لتوفير قدرا من النجاح لمشاريعهم حتى يعود الربح عليهم جميعا. و هذا ما سيتم توضيحه في المداخلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/05/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - موساوي زهية - خالدي خديجة
المصدر : مجلة الباحث Volume 4, Numéro 4, Pages 49-56