إنّ المطَّلع على كتب التفسير في عمومها والمهتم بها يلاحظ أنّ أصحابها قد نهجوا مناهج في تفاسيرهم حسب توجهاتهم واختصاصاتهم، فقد يغلب على بعضها لون على آخر، ويطغى على صبغتها العامة ناحية على سائر النواحي؛ فمنها ما كان اهتمام أصحابها بالآراء النحوية والوجوه الإعرابية، ومنها ما ساد عليها الاهتمام بإيراد القراءات القرآنية في الآية وتوجيهها، ومنها ما غلب عليها الطابع الفلسفي والعناية بالمذاهب الكلامية والمسائل العقدية، ومنها عُنيت بالاستدلال بآيات الأحكام وغيرها للمذاهب الفقهية والترجيح بينها واستنباط ما يمكن استنباط من مسائل الفروع، ومنها اتجهت نحو الجانب التربويّ السلوكيّ واستخراج الإرشادات الإلهية في تهذيب النفوس وتزكيتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/02/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد الصالح بوعافية
المصدر : افاق للعلوم Volume 1, Numéro 5, Pages 310-322