الجزائر

التغيير والإصلاح



الفضل محمد بن هندة أبو
الـتـغـيـيـر، التغيير طريق تـقريـر المصير، لا الـتـحـايـل والـتـزويـر
مـن الاستقلال والتحرر من الاستعمار، إلى التحرر من الاستبداد والديماغوجية
والتخلص من الانـظـمـة المـحـمــيـة
التـغيـيـر الجذري بات حتميا ولا مناص منه وبات يـفـرض نـفـسه في الجزائر.

إن الملاحظ والمتتبع لما يجري في الجزائر لتصيبه الدهشة والحيرة من سياسة الحكومات المتعاقبة العارية عن كل دراسة وتخطيط ومن تردي الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية و التعليمية . فانتقاد هذه السياسات لا يتطلب الخبرة والحنكة والمقدرة . فتللك السياسة العوجاء المبنية على المحسوبية والعشوائية والأوهام صارت، وآ أسفاه، حديث الشارع ولكل من هب ودب.
إن الجزائر صارت في وضع خطير يحتم عليها تغيير سياستها وتغيير القائمين عليها، قبل فوات الأوان، وقبل التهاب الحريق الذي سيأتي، لا محالة، على الأخضر واليابس، وما السنوات العجاف السوداء التي مرت بها البلاد ببعيدةعنا، فنسأل الله العلي القدير السلامة للجزائر. فالسياسة الداخلية تحتاج تغييرا جذريا، والسياسة الخارجية هي بدورها تحتاج تغييرا كليا. فهذه السياسات تحتاج تغييرا على محتوها وعلى مستوى الأفراد القائمين عليها. إن الدهشة والأسى وفقدان الأمل جعل الكثيرين من أبناء الجزائر الغيورين يتساءلون: ألآ يوجد في الجزائر رجال؟ الا يوجد في الجزائر عقول وكفاءات؟ الآ يوجد في الجزائر وطنيون غيورون على بلدهم؟ أين هي الإطارت الوطنية؟ وأين هي المؤسسات الدستورية؟ أين هي المعاهد والجامعات؟ ألآ في تلك المؤسسات كفاءات؟ ألآ تكون تلك المعاهد والجامعات عقولا وخبرات؟ أعقمت الجزائر؟ ألم تلد الجزائر زعماء وقيادات؟
إن صرخات الأحرار ، يجب أن تلقي آذانا صاغية وعقولا واعية وأذهانا نابغة، لا أن تجابه بالغازات والرصاص والعصي والهراوات.
إن شباب الجزائرولدوا أحرارا أبرياء قابلين للتربية والإباء، فمن جعلهم يثورون ويحرقون ويهدمون إلا تلك السياسات الخرقاء التي أهملت تربتهم والعناية بهم، وتركتهم دون مستقبل وطموح. فمن للجزائر دون شبابها؟ ومن للجزائر دون رجالها؟
إن التـغيـيـر الجذري بات حتميا ولا مناص منه وبات يـفـرض نـفـسه في الجزائر، أما المراوغات والحيل، والتزوير، ومحاولات الترقيع فقد تجاوزتها الأحداث ولم تعد تجدي نفعا، فقد بلغ السيل الزبا.
إن إجراء رفع حالة الطوارئ المشؤومة في الجزائر يعتبر إجراء زائف وإجراء ترقيعي قد تجاوزه الزمن وأكل عليه الدهر وشرب، الغرض منه هو ذر الرماد في العيون والإلتفاف على طموح الجماهير. فالشعب الجزائري الثائر الأبي، قد تعود على الحياة في ظل هذا القانون الجائر. إن المرحلة الحالية تتطلب من أصحاب القرار اتـخاذ قرار حازم ببدء التغييرات الجذرية التي تقضي على الفساد السياسي الذي أصاب البلاد في جمع الميادين. فالفساد السياسي هو المنبع الأساسي للفساد المسـتشـري في بلادنا في جميع أجهزة الدولة ودواليب الإدارة المركزية والمحلية وما يسمى بالمؤسسات الدستورية، وكذلك الفساد الأخلاقي الذي صار ينخـر جسم المجتمع الجزائري . إن الإجراءات الترقيعية التي يلجأ إليها النظام القائم، تؤكد بأن النظام السياسي في بلادنا مصاب بغيبوبة ذهنية وبمرض نفسي يحتاج إلى معالجة سريعة، حيث أنه من الواضح، أنه يتجاهل ولا يقدر حق التقدير الوضع الخطير الذي تمر به البلاد. فالفرصة لا زالت قائمة يمكن أن يستغلها النظام للقيام بالإجراءات الجذرية قبل فوات الأوان وتفجير البركان واشتعال نيران الثورة الشعبية في كامل البلاد. إن الصيحات المطالبة بالتغييـر الجذري هي صيحات وطنية غيورة على وطنها، يجب أن يدرسها النظام السياسي القائم في البلاد ويقوم بالتغيير المطلوب .
فالانتقادات الموجه للسياسة الجزائرية هي انتقادات بناءة، والأصوات المنادية بالإصلاح والتغيرهي صرخات شجاعة صادقة ووطنية، صرخات جديرة بالإهتمام، يجب أن تخترق الآذان الصماء والجدران العلياء، وتفتح الأعين العمياء، وتدك معاقل الحقرة والتهميش والإقصاء والرشوة والمحسوبية والفساد والدماغوجية والاستهتار بالقيم الوطنية.
أبو الفضل محمد بن هـنـدة



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)