كانت ولا زالت الإعاقة من الظواهر الاجتماعية التي استقطبت اهتمام الكثير من الفلاسفة والمفكرين بل وحتى رجال الدّين والسياسة قديما وحديثا مما جعل منها ظاهرة عالمية اختلفت حولها الآراء عبر العصور والثقافات من حيث مفهومها وطرق معالجتها. وإذا اعتبرنا قضية المعاقين قضية عالمية فمن المفترض إذن الاهتمام بقضية المعاق من حيث أحواله النفسية والجسمية وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية، لأن الاهتمام برعاية المعاقين يمثل عاملا جوهريا يمكن بواسطته إحداث تغيير إيجابي في البناء الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، وذلك باستثمار تلك الطاقات البشرية المعطلة للمشاركة في عملية التنمية باعتبارها قوّة إنتاجية هائلة إذا تمّ التخطيط لها علميا وعمليا بما يتماشى وقدراتهم بدلا من أن يكونوا عبئا على المجتمع... وبما أن العمل من ضروريات الحياة الكريمة فهو إذا من الأولويات التي يجب أن تعنى بها الدولة والمجتمع اتجاه فئة المعاقين، لأن العمل هو الذي يحرر الإنسان اقتصاديا ويحافظ على كرامته أخلاقيا. كما أن رفض دخول المعاق إلى مجال العمل باعتباره مريضا أو عاجزا يعتبر تمييزا عنصريا صارخا ترفضه كل التشريعات والقوانين الإلهية والإنسانية، لأنه من المفترض أن تزال كافة الحواجز والقوانين التي تمنع دمج هذه الفئة من المجتمع في مختلف النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعدم تهميشها واعتبارها عديمة الفائدة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - غـول لخضر
المصدر : حوليات جامعة قالمة للعلوم الاجتماعية والإنسانية Volume 5, Numéro 1, Pages 185-210 2011-06-30