يتناول هذا المقال الفلسفة الطبية عند الطبيب والفيلسوف الألماني كارل ياسبرس. والتي تهدف بوجه عام إلى صياغة الطب صياغة فلسفية معيارية وتقييم الواقع الطبي وهو محمل بالمعاني التجريبية الخالصة. ولهذا ياسبرس بإعادة قراءة الطريقة الطبية الشائعة في زمنه قراءة قيمية تتألف من الترابط والتوافق بين العلم والفلسفة بوجه عام وبين الطب والفلسفة الفينومينولوجية بوجه خاص. وهي فلسفة تمثل طريقة جديدة في التفكير ألفها هوسرل و تمكن ياسبرس من تجسيدها خلال علاجه المرضى العقليين. هذه الطريقة سهلت له يتواصل مع المريض تواصلا معنويا أكثر منه تواصلا ماديا (يقوم على الوسائل التجريبية كالأدوية). ونقصد بالتواصل المعنوي هنا أن الطبيب في هذه الفلسفة لابد أن يحسن تشخيص المرض، وذلك عن طريق ربط المرض العقلي بأسبابه الحقيقية من حيث هي أسباب متنوعة تنوع الطبيعة البشرية، لأن هذا المرض يمكن أن تكون أسبابه عضوية، نفسية، اجتماعية وغيرها. هذا ما يلزم الطبيب بالإلمام بمختلف المجالات التي تساعد على التشخيص. كل هذا يدل على الروح الموسوعية و الفلسفية التي يجب أن تتوفر في الطبيب والتي تجعله يتوجه إلى المريض بالأساس وليس إلى المرض وذلك أملا من ياسبرس في القضاء على فكرة الإنسان الآلة، وهو الشرط الذي يفرض على الطبيب أن يتواصل مع باقي التخصصات .إن فلسفة التواصل تنفتح على جميع المستويات .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/12/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - تواتي جهاد
المصدر : Revue Des Sciences Humaines Volume 26, Numéro 3, Pages 535-546 2015-12-01