الجزائر

التشكيلية سهام عواطي تتحدى الشلل النصفي بالإبداع



التشكيلية سهام عواطي تتحدى الشلل النصفي بالإبداع
يؤكد معرض التشكيلية سهام عواطي الذي دشن ب«رواق عائشة حداد" بالجزائر العاصمة، قدرة الإرادة الممزوجة بالموهبة على تذليل الصعاب وتحدي الإعاقة بتحويلها من نقص جسدي إلى منبع للإبداع. وفي المعرض الجديد؛ اختارت الفنانة سهام التي تعاني من عجز شل نصف جسدها؛ لوحة أفرغت فيها طاقة من الأحاسيس والصور المليئة بالرسائل والرموز عما يدور حولها وعن الطبيعة وأشياء أخرى جميلة وعريقة بدأت تسقط في خانة النسيان حاملة معها جانب من التراث وإبداعاته. وتقوم سهام بمسك الريشة ولوحة مزج الألوان وبسط طاولة الرسم وتعطي بعد ذلك العنان لخيالها لاستعادة صور لأماكن الطفولة والطبيعة الجزائرية الخلابة لتجسيدها في لوحات تحمل كل واحدة جانب من مشاعرها وحالاتها النفسية. ويعد الرسم بالنسبة لسهام بمثابة علاج نفسي يساعدها على مكافحة المرض الذي أعاقها وهي برعمة لم تتعد السادسة وتمكنت بالإرادة والإصرار وبمساعدة والدتها؛ من كسر حاجز المرض والوحدة والخروج إلى العالم. وكانت أول لوحة لسهام تمثل البحر بزرقته وهو اللون المفضل لديها، فتعلقها بالبحر ليس بغريب؛ فهي ابنة مدينة “سيدي فرج" الساحلية، حيث كان الموج يدغدغ قدميها وهي تتجول على الشاطئ. وقد رسمت أيضا عدة مناظر لهذه المدينة. وفي المعرض الجديد الذي تتواصل فعالياته إلى غاية ال 18 أفريل، أفردت الفنانة مساحة كبيرة للتراث من خلال لوحات عديدة جسدت فيها إبداعات الصناعة التقليدية الجزائرية من خلال الأواني الفخارية المنزلية والتزيينية مثل القلل والصحن والملاعق الخشبية، إلى جانب “الفوطة"، وهو لباس تتزين به المرأة في بعض المناطق التي ظهرت وحدها أو رفقة تحف تقليدية في عدة لوحات. من ناحية أخرى، تعتبر الفنانة هذا الاهتمام الكبير بالتراث؛ صرخة من أجل الحفاظ على هذه الكنوز وتشجيع استعمالها بعد أن أصبحت مهددة بالزوال. وتتجلى في لوحات سهام المحبة لأعمال “باية"، جوانب من شخصيتها وحالاتها النفسية عبر تفاوت الألوان التي عوضت قلة الضوء في رسمها. وتركت الدراسة في الرابعة متوسط بسبب المرض والإعاقة، غير أن هذا لم يثن سهام عن تحقيق حلمها في أن تصبح رسامة، إذ تابعت تكوينا في مؤسسة الفنون الجميلة وأيضا تربصات في عدة جمعيات منها جمعية “الأمل" للمعاقين. وتستعد الفنانة لإصدار ديوان شعر بالعربية بعنوان “صرخة الحائرين" مهدى للقضية الفلسطينية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)