مجد الأندلسيون العلماء والفقهاء ورجال الأدب ، وكان لهؤلاء القيادة والريادة في المجتمع الأندلسي .
أما العلماء فقل من تجده متبحراً في علم واحد أو علمين ؛ بل فيهم من يعد من الفقهاء والمحدثين والفلاسفة والأدباء والمؤرخين واللغويين. ولم يقتصر الأندلسيون على العلوم العملية بل كانت لهم دراسات في علوم أخرى كالفيزياء، وعلم العقاقير، والزراعة (علم الفلاحة) والذي أبدعوا فيه وصنفوا التصاميم المشهورة، مسجلين ما توصلت إليه تجاربهم. واهتم المؤرخون و الكتاب والمسلمون بكتب التراجم و تاريخ الرجال، حيث ظهر هذا النمط من الكتابة التاريخية منذ وقت مبكر في تاريخ الإسلام بل إنه كان وليد لحركة التدوين التاريخي عندهم، و ينقسم هذا النوع من الكتابة إلى أنماط مختلفة فمنه ما يهتم برجال فترة معينة أو بلد معين، و منه ما يكون خاصا بتراجم أرباب الصنعة الواحدة أو الفن الواحد، وهكذا ظهرت كتب تاريخ القضاة و الفقهاء، و الأدباء، و الأطباء، و النحاة.
وفي كتب الحديث ما يسمى بالمعاجم، وهو نوع من التأليف ابتكره المحدّثون، رتبوا فيه مروياتهم عن الشيوخ، بل إن رجال الحديث هم أول من استعمل كلمة معجم، و ذلك في القرن الثالث الهجري عندما عقد البخاري(ت256هـ) في صحيحه باباً، ترجمه بقوله:"باب تسمية من سميّ من أهل بدر في الجامع الصحيح الذي وضعه على حروف المعجم، ذكر فيه أربعة و أربعين بدرياً ممن جاءت الرواية في صحيحه ،أنهم شهدوا بدراً ". و قد كان علماء الحديث هم أول من اهتم برجال الحديث و علماء السنة. و قد تميز هذا النوع من كتب الرجال بالدقة والاقتضاب حيث عني أصحابها بالحديث عن السيرة الذاتية لهؤلاء الرجال مع ذكر عدالتهم وتجريحهم و نزعتهم العلمية، و مصنفاتهم، وشيوخهم.
لقد بذل علماء اللغة العربية قصارى جهدهم في خدمة اللغة، فجمعوا ألفاظها و نقحوا مفرداتها و هذبوها رتبوها في قوائم وفق طرائق متنوعة و متكاملة، و أدركوا أن تدوينها ضرورة لغوية و حضارية، فاعتمدوا في حصر اللغة بترتيب الحروف في نظام ثابت. و ترتب فهارس العلماء من حيث مناهج التصنيف إلى أربعة أنواع :
- حسب حروف المعجم، و هو أشهر ترتيب في هذه الطريقة، حيث يعمد صاحب الفهرسة إلى ترتيب شيوخه وفق حروف الهجاء..
- حسب العلوم : يرتب الشيوخ حسب العلم الذي تلقاه صاحب الفهرسة.
- حسب الوفيات.
- حسب أماكن الأخذ و اللقيا.
و يقصد بترتيب مداخل المعجم المنهج الذي يتبعه المعجمي في ترتيب ألفاظ المعجم وعرضها في المعجم قصد تقديمها للقارئ أو المستعمل حتى يعثر على بغيته المنشودة بسهولة و سرعة. في البداية يجب أن نشير إلى أن المعجمين يستعملون مصطلحات: حروف الأبجدية، حروف الألفباء، حروف المعجم، حروف الهجاء. و كأنها اصطلاحات مترادفة مع العلم أن هناك فروقا بينها: إن حروف الهجاء هي الحروف التي يتألف منها النظام الكتابي للغة من اللغات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/06/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - متاجر صورية
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 4, Numéro 1, Pages 181-194 2013-03-15