إن للتربية دورا فعالا في بناء الإنسان، بحيث تساهم في تكوين شخصيته من مختلف جوانبها، ويعتبر التعليم من الوسائل الأساسية لممارسة الفعل التربوي، بحيث يشكلان معا منظومة متكاملة، وانطلاقا من ذلك، فإن أي خلل في هذه المنظومة من شأنه أن يؤثر تأثيرا سلبيا في بناء الإنسان، ولذلك، فقد حرص الفلاسفة منذ القديم إلى يومنا هذا على الإهتمام بمبحث التربية، ومن أبرز هؤلاء في عصرنا "رجاء غارودي".
لقد كرس "غارودي" مشروعه الفلسفي لنقد النموذج الحضاري الغربي مبينا دوره في أزمة الإنسان المعاصر، وفي هذا الإطار وجه نقده للمنظومة الغربية في التربية والتعليم كاشفا عن مواطن الخلل فيها، باعتبارها عنصرا في هذا النسق الحضاري المأزوم، ومن ثمة، فقد حاول تقديم مشروعا تربويا بديلا، وهو ما نصطلح عليه بأنسنة التربية، الذي يشكل جزءا من مشروع أنسنة الحضارة عند غارودي، وقد استلهم في هذا المشروع التربوي كثيرا من آراء "باولو فريري" في التربية والتعليم، وفي هذا المقال سنتناول بعض معالم هذا المشروع بشقيه التفكيكي النقدي والتركيبي البنائي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/05/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - الشريف طوطاو
المصدر : المعيار Volume 15, Numéro 30, Pages 187-224 2012-12-05