عرفت الأندلس تاريخاً متميزاً في كل مظاهر العيش صغيرها وكبيرها، فتحمل الأندلسيون على اختلاف أصولهم وعقائدهم مسؤوليات تدبير شؤون الحكم، وتلاقو في مجلس علم معلمين ومتعلمين، وكتبوا وألفوا فيما هو عام، يحدوهم حب العلم، ويسعون إلى نشر آثاره، أو في ما هو خاص، ينوون به عقول ذوي المعتقد، كل في نحلته، ويهدونهم السبيل. وتنافسوا في سبل العيش في الأسواق، ونهضوا بشأن التجارة، وزرعوا الأراضي وغرسوا، الجنان وهذّبوا البساتين، وحفروا الآبار، ورفعوا البنيان، وتساكنوا وتجاورا في نفس الرباع، وأحيانا في نفس الدور..
وباختصار نسجوا نسجاً حضارياًمختلف الألوان منسجم التركيبة..إنها مشاركة انمحت فيها الخصوصيات الدينية والعرقية وتوارت فيها العصبيات زمناً كان كافياً لبناء مجتمع يعتبر بحق بما صنع في العلم والرجال هو المثال الذي يجب أن نضعه دوماً نصب أعيننا وكان هذا بفضل ما امتزج من الجانب التاريخي والحضاري العمراني والعلمي الفكري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مبارك جعفري بن الصالح
المصدر : رفوف Volume 5, Numéro 1, Pages 206-223 2017-03-01