الأزمة المصرية معقدة ولا تنتهي بتشكيل الحكومة الجديدة
[Image]أدى سعادة سفير مصر بالجزائر، عز الدين فهمي أمس، زيارة مجاملة لجريدة «الشعب»، عبر من خلالها عن حرصه الدائم على دعم العلاقة المتبادلة بين البلدين، نحو مزيد من التواصل بينهما، لما لهما من أهمية وادوار محورية على المستوى الإقليمي والدولي. وتطرق إلى الثورة المصرية التي أنهت مرحلة نظام وصفه ب «المستبد» استخدم كل الممارسات لخنق الحريات ولدت كبتا أدى إلى انفجار الأوضاع في مصر، ودخولها في مرحلة الأزمة لا تبدو نهايتها قريبة على حد تعبير السفير.
وأكد السفير فهمي، الذي فتح صدره للاستماع والإجابة على أسئلة الصحافيين من الجريدة، أن العلاقة بين الشعبين الجزائري والمصري وطيدة، ولم تغيرها الأحداث التي أعقبت مباراة كرة القدم بين مصر- الجزائر، مشيرا إلى أن الذين اساؤوا للجزائر قلة قليلة، ويؤكد أنها صفحة قد انطوت، مبرزا بأن الشعوب تدرك أهمية التكامل فيما بينها وضرورة تجاوز الخلافات، من خلال النظرة المستقبلية للتعاون المثمر الذي يعود بالفائدة عليها.
وبالنسبة لسؤال حول التجربة الجزائرية وتخطيها للحراك العربي بعد أن أرست ديمقراطية بخصوصيتها، واستطاعت أن تصنع التغيير الهادئ من خلال الانتخابات التشريعية لل10 ماي، قال السفير المصري أنها تؤخذ بعين الاعتبار، ويمكن الاستفادة منها، مشيرا إلى أن للجزائر دور محوري هام جدا في المغرب العربي، مضيفا بان نفس الدور تلعبه مصر في الشرق الوسط.
وذكر السفير المصري في نفس السياق، أن لكل شعب خصوصيته في التعبير عن رايه بالطريقة التي يراها الأنجع، والتي يمكنها أن تؤدي إلى ما يبتغيه، ويرى أن تجربة الجزائر «انقلاب تصحيحي» حمل تغييرا على الطريقة الجزائرية التي لم تسر في نفس اتجاه الدول العربية الأخرى التي اختارت الحراك وسيلة لتغيير وضع قائم لم يقدم للشعب ما يتطلع إليه، بل لجأ لتكميم الأفواه وبعث الرعب والخوف في كل من تسول له نفسه معارضة النظام، حتى الأحزاب في مصر يعتبرها هذا الدبلوماسي «أحزاب كارتونية» التي لا تمثل سوى ديمقراطية الواجهة.
وبالنسبة إلى مصر، فإن الانفجار الذي أحدثته ثورة ميدان التحرير، كان تعبيرا عن كبت بطريقة تلقائية من الشعب المصري بدون تخطيط مسبق ولا قيادة مؤطرة، بعد أن وجد فيها فرصة للمطالبة بحقوقه المصادرة من قبل النظام السابق، مشيرا إلى أن هذه التلقائية فتحت المجال للفوضى، التي ما تزال يعاني منها البلد.
وفي هذا الإطار، أجاب السفير المصري عن سؤال حول نظرية المؤامرة أو التخطيط الخارجي للحراك الذي تعيش على وقعه بعض الدول العربية منها مصر، حيث يرى أن الإرادة في التغيير نبعت من الداخل، بعد أن عاش المصريون خريفا طويلا وشتاء قارصا، وأرادوا أن ينعموا بالربيع الذي صنعوه بأيديهم، موضحا بأن ما يسمى بالمؤامرة الخارجية يمكن أن يهيئ لها من الداخل من خلال القصور المسجل داخل المجتمعات العربية، ومن خلال كذلك حالة التشرذم والشقاق، بالإضافة إلى مساهمة المجتمع المدني في دعم شريحة على حساب أخرى.
وحسب هذا الدبلوماسي، فإن كل العوامل المذكورة تستغل من طرف الغرب، للاندساس وخلط الأوراق للدفع بالوضع إلى الانفجار، وهي الفرصة التي يتحينها للتدخل تحت أي غطاء يريده (ديمقراطية وحقوق الإنسان..)، خاصة إذا كانت الدول الهشة من الداخل لها ثروات وموارد تسيل لعاب الدول الكبرى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حياة ك
المصدر : www.ech-chaab.net