الجزائر

التجربة التونسية محل إزعاج؟



التجربة التونسية محل إزعاج؟
العملية الإرهابية التي استهدفت الأشقاء في تونس، لا يمكن فهمها بمعزل عن السياق السياسي لتونس والإقليمي لدول الجوار، فالتجربة التونسية التي استطاعت أن تحوّل أحلام الناس إلى واقع ملموس يجسد قطيعة مع ممارسات الحزب الواحد والنظام البوليسي، والانتقال بسلاسة إلى النظام الديمقراطي الذي يتعايش فيه كل الناس مهما اختلفت مشاربهم وأفكارهم عن طريق الاحتكام إلى الإرادة الشعبية، التي أصبحت الأرضية والمرجعية الوحيدة لممارسة الحكم والوصول إليه، تكون قد أزعجت الكثير من الإطراف الإقليمية، التي لم تتخلص بعد من همجيتها كونها ما تزال لا تؤمن بقدرة الشعب في صنع المعجزات إذا ما منحت له الفرصة لممارسة سيادته كاملة غير منقوصة..التجربة التونسية التي اظهر فيها الشعب التونسي ممثلا في نخبته السياسية والفكرية والإعلامية نضجا كبيرا في قبول الآخر في إطار حوار الأفكار، لم تكن ترضي الكثيرين ممن يحتكمون إلى لغة الرشاش لرسم ملامح اللعبة السياسية، كما لم ترق هذه التجربة للكثير من الدول العربية والأجنبية التي لاتزال تنظر إلى مواطنيها نظرة رعاة الإبل، فبسط التونسيين لإرادتهم وفرض اختياراتهم دون مراعاة للحسابات الإقليمية والدولية كانت بكل صراحة خطوة مزعجة للرجعيين والديكتاتوريين ولواختلفت عناوينهم وأسمائهم وبعدت بينهم الجغرافيا… ومن هنا فلا غرابة أن تتوجه الهمجية لضرب كبد الاقتصاد التونسي للضغط ومحاولة إفشال الخيار الحر للتونسيين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)