ملخص:
إنّ الشّاعر العربي لا يكتب في الفراغ، ولا ينطلق من الفراغ بل هو مرتبط دائما بالماضي الأصيل المستمدّ من تراثه الأدبي الزّاخر بالقيّم الفنيّة، فمن لا ماضي له لا حاضر له. والشّاعر الجزائريّ "مفدي زكرياء" انطلق في تجربته الشّعريّة من ماض أصيل، وعبّر معنًى ومضمونا بعاطفة جيّاشة عن عصريّته. ومثّل بصدق تأثّره الواضح بالأدب العربي والموروث الإسلامي بحيث جَرَى قلمه واستقام لسانه بكلمة عربيّة ولَّدتْ صورا شعريّة، ووظَّفَ فيها كلّ ما يقوى عليه من أساليب بلاغيّة، مستمدّة من التّراث والبيئة الثّقافيّة والذّاكرة والأصالة والصّدق بأسلوب تماوجت فيه الديباجة الفنّية الرّائعة.
وحاول التأصيل بين القديم والحديث. إذ أنّه لم يرفض القديم لأنّه قديم ولم يتلهّف للجديد لأنّه كذلك.. بل استجاب لحاجات فكريّة ونفسيّة تمثلتها النّزعة الرومانسية، الّتي أحدثت منافذ أطلّت على عهد جديد للشّعر الجزائري عامّة. ذلك الشّعر الّذي رفع لواء التحدّي وواكبت نصوصه الحدث والواقع فكان شعرا صادقًا ورمزًا لأصالة أصحابه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/08/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - نعيمة سبتي
المصدر : مجلة الحقيقة Volume 10, Numéro 4, Pages 268-292 2011-12-30