الجزائر

التأثير والتأثر



تتمتع المنظمات غير الحكومية بالاستقلالية فلا تخضع للرقابة من اي حكومة أو مؤسسة و لانها تقدم خدمة عمومية فان القانون يسمح لها بتلقي المساعدات لدعم وتمويل نشاطاتها المتعددة عن طريق مكاتبها الرئيسية وهيئاتها الدائمة او فروعها الموزعة عبر مختلف البلدان وتوجد في العالم حوالي 2000 منظمة وجمعية غير حكومية تعمل وفق مبادئ اخلاقية وانسانية فتهتم بحقوق الانسان وحماية البيئة والعولمة والشركات العابرة للقارات ولا تسعى لتحقيق الربح وهي تتكون بشكل تطوعي ومن أشهرها منظمة العفو الدولية التي اسست في مدينة لندن بانكلترا سنة 1961لحماية حقوق الانسان والاشخاص الذين يتعرضون للسجن بسبب آرائهم أو المعتقد او اللغة وهي غير ربحية ولاتقبل المساعدات من الدول والحكومات وتكافح ضد ممارسة العنف على النساء والتعذيب وتدافع على الحقوق الاقتصادية للمحرومين و حقوق اللاجئينوتوجد منظمة هيومن رايت ووتش الامريكية غير الحكومية والتي تدافع عن حقوق الانسان وقد بدأت نشاطها سنة 1978لمراقبة مدى احترام الاتحاد السوفياتي السابق لاتفاقيات هلسنكي مع الولايات المتحدة الامريكية وتقوم بالدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير والتنديد بالحكومات التي تمارس القمع والاستبداد فتقوم المنظمة باجراء تحقيقات واعداد ونشر تقارير تتضمن مختلف التجاوزات المسجلة وقد فازت المنظمة بجائزة نوبل للسلام سنة 1997لجهودها في مناهضة استخدام الالغام الارضية لما تمثله من خطورة على الناس كما نجحت في توقيع على معاهدة حظر تجنيد الاطفال في الحروب والنزاعات المسلحة وساهمت في جهود انشاء محاكم جنائية دولية لجرائم الحرب والابادة الجماعية
أما منظمة السلام الاخضر ( غرين بيس)فقد تأسست سنة 1971 للمحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث و انتشار السلاح النووي وتدعو الى تلبية حاجيات الناس من الهواء والغذاء والماء والطاقة دون التثير على الاجيال القادمة والوزيع العادل للثروات ونظافة البيئة واقامة مجتمع ديمقراطي بمساهمة جميع المواطنين وقد تمكنت هذه المنظمة من اقناع دول العالم بضرورة حماية البيئة فتم تنظيم قمم وندوات حول المناخ والتوقيع على معاهدة باريس لحماية المناخ أواخر سنة 2015وصادقت عليه وفود 195دولة منها الولايات المتحدة الامريكية التي انسحبت من الاتفاقية بقرار من الرئيس دونالد تامب سنة 2017مما سيعرقل تنفيذها
وقد تزايد نفوذ وانتشار حماة البيئة في الغرب وتشكلت احزاب سياسية لها برامج بيئة يطلق عليها اسم (الخضر ) ووصل ممثلوها الى البرلمان الاوربي وبرلمانات الدول التي ينتمون اليها
ومهما يكن فان للمنظمات غير الحكومية تأثير كبير على سياسة الدول نظرا للصدى الذي تلقاه تقاريرها حول حقوق الانسان وكشفها الانتهاكات بواسطة التقارير التي تصدرها لكنها غالبا ما تتهم بالتحيز والمبالغة وبالتركيز على دول معينة والتغاضي الاعمال المرتكبة من قبل الدول العظمى التي تبقى بعيدة عن المحاسبة والمتابعة القضائية كما حدث في افغانستان والعراق وليبيا من احتلال وقتل وتعذيب وتهجير دون مساءلة المتورطين في تلك الجرائم الشنيعة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)