في وقت حل فيه الدمار، وسار العرب فيه إلى الماوراء، وترنحوا وتمايلوا، بل وتراجعوا وتقهقروا بالحضارة العربية الإسلامية إلى البدايات الأولى وربما ما قبل هذه البدايات وبالرغم من أن هذه البدايات أسهمت في سموا أقوام ودول وحضارات، وبرغم ما مر على العرب عبر العصور من نكبات وعثرات دمرت المكتسبات وأحرقت المكتبات أو رمت بما فيها في قعور البحار أو لوثت بها الأنهار ودنست الأقطار.
رغم الصدمات القاتلة والاجتياحات الكاسحة حفظ للعرب تراثهم، حفظت حكمتهم، حفظت دواوينهم وأيامهم، حفظت أخبارهم ومجالسهم ومناظراتهم، حفظت أسواقهم وخلدت بالذكر بفضل آدابهم ومنها سمع وعرف عن مكتبات تعج بكتب ومخطوطات قد تعد النجوم ولا تعدها:« في هذا الجو ينشئ صلاح الدين الأيوبي وحده خمس مدارس مذهبية كبيرة للشافعية والمالكية والحنفية كما يبني الكامل دار الحديث الكاملة حتى لقد أحصى المقريزي بالقاهرة من أثار الأيوبيين خمسا وعشرين مدرسة كان بإحداها الفاضلة مكتبة ضمت مائة ألف مجلد وتبارى حكام ذلك الزمان في تشجيع حركة التأليف والتجميع».
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - كاهية باية
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 8, Numéro 1, Pages 245-250 2012-06-01