الجزائر

البوليزاري​و يُحْكِمُ قبضَتَهُ على مصارين حكام الجزائر؟



البوليزاري​و يُحْكِمُ قبضَتَهُ على مصارين حكام الجزائر؟
مقدمة لابد منها :حكام الجزائر من الحركي ليسوا هم الشعب الجزائري الحر الأبي ، ومع ذلك استسمح هذا الشعب الطيب الكريم المقدام ، أستسمحه لأنني قد أكون قاسيا بعض الشئ على مؤسسات تعيش بجانبه ولا تمسه في العمق ، وقد تكون هذه القساوة قساوة الأخ المعاتب لا قساوة الغاضب غضبا مجانيا ... فالعبرة بالخواتم ..
أولا : لماذا يوصف حكام الجزائر بالعصابة ؟ :
انقلبت الآية ، لقد اعتنق الحركي الحاكم في الجزائر فلسفة عصابة البوليزاريو في تدبير شؤون الشعب الجزائري ، فبدل أن تنتقل عدوى فكر الدولة إلى عصابة البوليزاريو ، انتقلت عدوى تفكير العصابة لدى البوليزاريو إلى حكام الجزائر ، فأصبحت الدولة الجزائرية تدبر شؤون البلاد بمنطق العصابة وتفكر بأسلوبها ...ويلاحظ الجميع أن ذلك يظهر جليا في سلوك حكام الجزائر الشاذ في جميع المحافل الدولية واللقاءات العربية والإسلامية ، فهم وحدهم الخارجون عن الإجماع العربي والإسلامي والدولي ، وحدهم لا يزالون يناصرون القتلة في سوريا مثلا ، وحدهم الذين يَتَبَنَّون التفكير الراديكالي المتطرف الذي أكل عليه الدهر و.... لقد تأكد أن الحركي الحاكم في الجزائر والبوليزاريو وجهان لعملة واحدة وهي الفاشستية و الديكتاتورية والتطرف الراديكالي المجاني في المجال السياسي ...والسلب والنهب وأكل أرزاق الناس بالباطل في المجال الاقتصادي ....
سيقول قائل ومتى كان للعصابة الحاكمة في الجزائر منطق الدولة قبل ظهورالبوليزاريو ؟ سيكون الجواب هو : لقد كانت العصابة الحاكمة في الجزائر مؤهلة ( qualifiée ) من قبل لِتَبَنِّي أساليب العصابات في تدبير شؤون الشعب الجزائري إلى أن قدَّم لهم الجنرال فرانكو والمقبور القذافي عام 1975 نموذجا جاهزا في تدبير شؤون الشعب الجزائري على طريقة المافيا وأسلوب العصابات إنها عصابة البوليزاريو فتلقفها الحركي هدية نزلت عليهم من السماء تُرشْدهُم إلى طرق السوء والعياذ بالله .....
في الجزائر يتغير الرؤساء ولا تتغير أعمدة النظام الحاكم ، و لقد مَرَّ على الجزائر الرسمية عدة رؤساء أثناء وجود البوليزاريو ، فيما لم يتغير رئيس البوليزاريو لأنه أصبح عنصرا ثابتا في بنية السلطة الحاكمة في الجزائر مثله مثل أي عمود من أعمدة النظام الحاكم في الجزائر ، لقد تغلغل لوبي البوليزاريو المرعب داخل دواليب السلطة الحاكمة في الجزائر... أُزيح الشادلي بن جديد لأنه فكر في تغيير أسلوب الحكم في البلاد ، اغتيل بوضياف لأنه كان يحمل مشروعا يعيد روح الأخوة الجزائرية التي كانت سائدة قبل الاستقلال ، كان بوتفليقة يصرح قبل بلوغه رئاسة الجمهورية أنه سيعمل على حل معضلة الصحراء مع المغرب فغير خطابه مباشرة بعد انتخابه .
ثانيا : إذن الجزائر يحكمها لوبي اسمه لوبي البوليزاريو:
أصبح البوليزاريو – بعد 37 سنة – دويلة داخل النظام الجزائري ، أصبح البوليزاريو يمسك بمصارين الحركي الحاكم في الجزائر، فحكام الجزائر اليوم في 2012 يرتعدون من البوليزاريو لأنه أصبح لوبيا قويا في بنية النظام الجزائري الحاكم .
فمن هو لوبي البوليزاريو الحاكم في الجزائر ؟
لوبي البوليزاريو الحاكم في الجزائر هو كل جهاز أو مؤسسة أو فَرْدٍ يُضْمِرُ العداوة للشعب الجزائري ويَحقد عليه ، ويعمل ضد مصالح الشعب الجزائري، كما يضمر العداوة والحقد لشعوب المنطقة المغاربية و يعمل ضد مصالحها ... لوبي البوليزاريو الحاكم في الجزائر هو كل من يردد شعارات الحركي التي دَمَّرتْ الشعب الجزائري و دَمَّرتْ أحلامَ شعوب المنطقة المغاربية خلال خمسين سنة ...
لوبي البوليزاريو في الجزائر يتكون من جنرالات العسكر الجزائري الحاكمين و المخابرات العسكرية بالإضافة للقوى السياسية التي تُعتبَر الوجه المدني للعسكر الحاكم في الجزائر وتتكون من الحزب الوحيد جبهة التحرير الوثني الجزائرية إضافة إلى الأحزاب المستنسخة من الحزب الوحيد ، وكل وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية الدنيئة ، وسائل الكذب والخسة والتزوير والانحطاط الأخلاقي والديني و الارتزاق بالسفالة والوقاحة ... حكام الجزائر إذن هم جميع المؤسسات والأفراد الذين تربطهم بالسياسة أي صفة كانت ، من الجمعيات إلى الأحزاب عبر النقابات ورجال الإعلام المرتزقة وأشباه المفكرين وأشباه السياسيين والمهتمين بالسياسة عامة - معارضين وموالين - هذه المنظومة الانتهازيية في الجزائر والمسماة طبقة سياسية ( الطبقة السياسية ليست هي الشعب الجزائري ) هذه الطبقة كلها تجمعها مبادئ واحدة هي العداء ثم العداء لتاريخ الأخوة الجزائرية وروحها التي كانت تجمع كل أطياف الشعب الجزائري أيام محاربة الاستعمار الفرنسي ، وكذلك العداء ثم العداء لتاريخ الأخوة المغاربية السَّمْحة التي كانت سائدة أيام محاربة الاستعمار الفرنسي ، والويل كل الويل لمن يفكر في بناء الجزائر على قيم الدين الإسلامي ومبادئ الحرية والديموقراطية والأخوة العربية الإسلامية...
وتُعتبر هذه الطبقة السياسية في الجزائر هي العصب الحساس لِلُوبي البوليزاريو الحاكم في الجزائر ...
هذه الطبقة السياسية لم تكن يوماً واقعية في تفكيرها ، فقد استطاع الحركي الحاكم في الجزائر أن يُنَمِّطَ ( mouler ) تفكيرها فأصبحت منه وإليه ، استطاع أن يجعلها عقيمة الإبداع السياسي على المستوى الاستراتيجي ، حيث تعاني من تضخم الأنا الذي يعمي البصيرة ، هذه الطبقة متورطة مع الحركي في ما وصلت إليه الجزائر من قحط سياسي وحضيض اقتصادي واحتقان اجتماعي حتى النخاع ... إنه واقع سياسة لوبي البوليزاريو الحاكم في الجزائر ...
وكل من يعتبر نفسه خارج هذه الطبقة السياسية في الجزائر فإنه لم يستطع – فعليا وعمليا - أن يخلق مناخا موازيا لِلُوبي البوليزاريو لأنه وقف كسيحاً مشلولا قانعا بالفُتات الذي يتلقاه من الحركي مقابل الجمود والسكون بل والموت السياسي .فهل يستطيع سياسي جزائري أو مثقف أو نقابي أو صحفي جزائري أو أي مؤسسة في الواجهة أن تقول في البوليزاريو غير ما يقول اللوبي المتحكم في مصارين كل أجهزة الدولة الجزائرية ؟ والله لن يستطيعوا ذلك أبدا ً...
ثالثا : الحركي الحاكم في الجزائر يدين بعقيدة البوليزاريو
لم تعد البوليزاريو حركة تحرير بل أصبحت عقيدة وفكرا تبنَّاها الحركي الحاكم في الجزائر.
فما هي عقيدة البوليزاريو ؟
تتأسس عقيدة البوليزاريو على الفكر ذي البُعْد الواحد ، فكر المعسكر السوفياتي المقبور ، الفكر النمطي الجامد السطحي المُسَطّح الذي لا آفاق له ، الفكر المُحَنّط الذي لم يفد أهله الذين تبنوه مدة سبعين سنة ، وقد ازدادت عقيدة البوليزاريو جمودا وتحنيطا بعد أن تبناها الحركي الحاكم في الجزائر وأعادوا صياغتها وأدخلوا عليها كل صفات المكر والغدر والخداع والخسة والخبث والدناءة ... فقد انحرفوا حتى عن عقيدة البوليزاريو التي ندم عليها مؤسِّسُها مصطفى الولي الذي قال ذات يوم [ لقد أجرمنا في حق شعبنا ] ... اعترافا منه أنه أخطأ بالسقوط بين يدي الحركي الجزائري .
رابعا : جزائر البوليزاريو تدور في حلقة مفرغة :
فكما أن البوليزاريو عقيم التفكير مطموس البصيرة ، كذلك هي جزائر البوليزاريو فكل الدلائل تؤكد أن الجزائر الرسمية أصبحت في سنة 2012 جامدة محنطة سياسيا وفكريا وأدبيا وثقافيا ، كل الدلائل تؤكد أن جزائر البوليزاريو أصبخت تدور في حلقة مفرغة ، تردد في المحافل الدولية مقولات أكل عليها الدهر وبال ، وزراؤها كأنهم من أهل الكهف يخاطبون المجتمع الدولي خطابات عتيقة ، فحينما يتوحد سياسيو القرن الواحد والعشرين في الدفاع عن الديموقراطيات الحقيقية في العالم ، تجد وزراء الجزائر يدافعون عن أساطين الاستبداد والديكتاتورية في العالم مثل أنظمة كوريا الشمالية وكوبا أو رؤساء مثل بشار سوريا السفاح أو تشافيز الشاذ ...
وحينما كان العالم يضع للمستقبل مخططات تنموية استراتيجية كانت جزائر البوليزاريو سجينة فكرة واحدة ووحيدة هي تحطيم المملكة المغربية ، فَتَغْرُفُ من آبار النفط وتشتري الذمم للاعتراف بجمهورية الوهم ، وتشتري الأسلحة وتخزنها حتى يعلوها الصدأ وتصير خردة ، وتتراجع الدول عن اعترافها بالجمهورية الوهمية وتعيد جزائر البوليزاريو شراء ذمتها مرة أخرى ، وتعيد شراء خردة أخرى ، وهكذا دواليك ، فلا الجمهورية الوهمية رأت النور ولا سلاحٌ استُعْمِلَ لِمُحاربة المغرب ...وهكذا أصبحت جزائر البوليزاريو تدور في حلقة مفرغة فلا الشعب الجزائري نال نصيبه من الديموقراطية والتنمية البشرية التي هَبَّتْ على العالم ولا الصحراء انتُزِعَتْ من المغرب ... إنها عقيدة البوليزاريو التي دمرت الجزائر ، فالوضع في الصحراء لا يزال يراوح مكانه ، والشئ الوحيد الذي كسبه الشعب الجزائري هو أن حكامه قد استبدلوا عقيدة المؤمن بتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي بعقيدة تخريب الجزائر بنهب خيرات الشعب الجزائري وتبذيرها وتهريب أمواله إلى الخارج والجري وراء السراب لإيهام الشعب الجزائري أن لهم قضية مقدسة تستحق التضحية ، وهو سراب انتزاع الصحراء الغربية من المغرب وضمها للجزائر وكأن الجزائر في حاجة لمزيد من الأرض ، لكن حكام جزائر البوليزاريو لم يبلغوا المحيط الأطلسي ولم يرفعوا عن الشعب الجزائري ذُلَّ التخلف والفقر والهوان ...
ملاحظة لابد منها : يقال : إن السياسة هي فن تحقيق الممكن ، و كثير من الدول تحاول تطوير سياساتها نحو تحقيق الممكن لا ضياع العمر وراء مطاردة المستحيل ...
السؤال : كيف ستكون حالُ شَعْبٍ حُكامُه جعلوا هَمَّهُمْ الوحيد مطاردة تحقيق المستحيلات طيلة خمسين سنة ولا يزالون يحرثون في الماء ؟
إنَّهُ شَعْبٌ يُؤَدِّي ثَمَنَ اعْتِنَاقِ حُكَّامِهِ عَقِيدَةَ البوليزاريو المُدَمِّرَة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)