البوليزاريو نجحت في نقل ساحة معركته السلمية من الأراضي المحتلة إلى داكار الوفد المغربي ينتهك ميثاق المنتدى الاجتماعي العالمي

أوقع الوفد المغربي الحاضر في أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي، في العاصمة السينغالية داكار، المنظمين في مأزق بسبب وقوفهم حاجزا أمام الوفد القادم من الأراضي الصحراوية الخاضعة لسيادة السلطات المغربية.
لم يكن اليوم الثالث من المنتدى مختلفا عن اليومين السابقين. الجميع هنا في جامعة الشيخ أنتا ديوب يشعرون بالقلق إزاء انتهاك ميثاق المنتدى الذي يؤكد على ضرورة الالتزام بالحد الأدنى من الانضباط وعدم منع أي وفد مشارك من التعبير عن آرائه ومواقفه إزاء القضايا التي جاء للمنتدى للدفاع عنها. وقد تعرض يوم أمس، نشطاء حقوقيون صحراويون للضرب من طرف مغاربة أرادوا منع ممثلات عن الاتحاد النسائي الصحراوي من عقد ندوة حول وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المتنازع على السيادة فيها بين السلطات المغربية وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليزاريو .
الوفد الصحراوي مؤلف من 30 ناشطا، بجوازات سفر مغربية، لكنهم يقولون للمشاركين القادمين من جميع أنحاء العالم بأنهم مواطنون صحراويون يسكنون آخر إقليم في إفريقيا ينتظر شعبه تقرير مصيره منذ أكثر من 30 سنة.. اضطروا للمرور من بوابة مطار هواري بومدين الدولي.
أحدهم رئيس الجمعية الصحراوية لمناهضة التعذيب، ويدعى عتيق، ذو بشرة سمراء، يروي لـ الخبر نحن لا نريد خرق الأرض أو بلوغ عنان السماء، فقط نريد أن يسمح لنا بالتعبير عن رأينا في مصيرنا ومستقبلنا.. لماذا أمنع ومئات غيري، من العمل في مدينتي ولا يتعلم أبنائي وإخوتي في المدارس.. أين هي كرامة الإنسان عندما يضع شخص آخر حدا لحياته بالضغط على زر أو زناد مسدس لا لشيء إلا أنك تنادي بوطنك.
كان عتيق يتحدث وسط جمهور غفير من نشطاء حقوق إنسان مغاربة أمام باب كلية العلوم في الجامعة غير بعيد من مدرج الكلية المملوء عن آخره بمشاركين أجانب جاؤوا للاستماع لبعض ما يجري في الأراضي الصحراوية. عتيق، شاب لم يتجاوز بعد سن الأربعين، يمتهن صيد الأسماك في مدينته الداخلة التي تزود الخزينة المغربية بما لا يقل عن 50 في المائة من الناتج الوطني بخيراتها وثرواتها السمكية.. ما إن يخرج من معركة كلامية مع مجموعة من النشطاء المغاربة حتى يغرق وسط مجموعة أخرى يكرر أفرادها نفس الكلمات والاتهامات. إنه جدل لا نهاية له. نحن ضد القمع والتعذيب، لكننا نرفض تقسيم المملكة (المغربية) ، يصيح ناشط مغربي اجتهد في محاولة منه لتحويل أنظار الفضوليين والحقوقيين الغربيين عن الحقيقة الماثلة أمام العالم أجمع منذ أكثر من .1975 أنت مغربي مثلي تماما، وإنها الجزائر التي تقف حائلا بيننا وبينكم، لماذا لا تتوقفون عن الانصياع لإملاءاتها، هي لا تريد خيرا لأحد، همها الأكبر تفريق صفوفنا وتمزيق وحدتنا.
وتتوالى تنهيدات عتيق، المحاصر من كل مكان.. أنا واحد وأنتم عشرات... أتركونا نقرر مصيرنا، سنفرح إن اختار الصحراويون الانضمام للمغرب، ونكون أول من يرضخون لخياراتهم، كما أننا سنسعد كثيرا لو اختاروا الاستقلال أو الحكم الذاتي ، يحاول إقناع محدثيه الذين يمثلون في غالبيتهم اليسار المغربي.
مطلب لا يبدو أن عتيق نجح في إقناع هؤلاء في تبنيه، لكنه يؤكد بأنه جاء مسالما لا يبتغي العنف.. لكنه يربط كل ذلك بصحوة ضمير ذات يوم قادم.. (يا خوتي)، استفيقوا من سباتكم، نحن شعب حر، سيروا معنا اليوم ولا تنتظروا ما سيحدث في المستقبل لأنه سيكون لنا ولأبنائنا.