الجزائر - A la une

البنية التحتية أساس الانطلاقة الاقتصادية



السعي متواصل لاكتساب رهان التنمية والخروج من دائرة التهميش والعزلة والتخلف بكل الطرق والوسائل الممكنة في عهد الجزائر الجديدة الناشئة عن الحراك الوطني الأصيل وتنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ووفاء بالتعهدات والالتزامات التي قطعها على نفسه ، بمواصلة ديناميكية الإصلاح والتغيير من أجل غد أفضل ومستقبل أنفع يتمتع فيه أبناؤنا بكل الحقوق المشروعة ويقومون بواجباتهم الوطنية دون تكاسل أو تقصير .ولا شك أن التنظيم الإداري الجديد الذي انبثقت عنه عشر ولايات يدخل في إطار نظرة رئيس الجمهورية في التطوير والتغيير والدفع بالتنمية لاسيما في جنوبنا الكبير مصدر رزقنا الذي يحتاج منا كل العناية والاهتمام .
إن ترقية عشر مقاطعات إدارية إلى ولايات كاملة الصلاحيات بقرار من رئيس الجمهورية في فضاء جغرافي واحد يعتبر نقلة نوعية وله بعد استراتيجي واقتصادي واجتماعي وله فوائد كثيرة للمنطقة وللوطن كله ، بل وعلى الدول المجاورة لتوثيق ودعم عرى الصداقة والتعاون الجهوي والأفريقي للولايات الجديدة الحدودية مع مالي والنيجر وليبيا وستتحول عواصم تلك الولايات إلى مناطق تبادل تجاري واقتصادي وجذب سياحي عندما تكتمل مرافقها ومنشآتها .
إقحام الإعلام في التعريف بإمكانيات الولايات الصحراوية
هذه الهياكل يجب أن تقام على أسس سليمة وبناء على دراسات تقنية دقيقة ومعمقة فتجمع بين الحداثة ومراعاة البيئة والتقاليد وأسلوب الحياة في المناطق الصحراوية ذات المناخ الجاف والحار و الارتفاع الملحوظ عن سطح البحر ، فلابد من بناء المرافق الإدارية مثل مقرات الولايات والمديريات التنفيذية الولائية بطراز معماري يحترم جغرافية المكان و خصائصه الصحراوية ، ومد شبكات الطرق والمياه والكهرباء والغاز و بناء المطارات و شق خطوط السكة الحديدية والتخطيط للأحياء السكنية الجديدة بشكل ملائم وتجهيزها بوسائل الحياة ، وكذلك تعيين وتخطيط مناطق النشاطات والمناطق السياحية وتجهيزها بالوسائل الضرورية لجذب المستثمرين والربط القوي بين الولايات الجديدة والولايات القديمة حتى يكون للترقية معنى وتعطي الفوائد المنتظرة منها . لذلك فإنّ أهمية إجراء هذه الدراسات بإشراك كل الفاعلين والخبراء في إطار ديمقراطي تشاركي لبلوغ نظرة شاملة في كيفية تنمية المناطق الجنوبية والحدودية لمواجهة كل التحديات الراهنة التي تعرفها هذه المناطق حاليا وجعلها مركز إشعاع على المستوى الوطني وعلى البلدان المجاورة من اجل تعزيز التعاون لاسيما في مجال التبادل التجاري الاقتصادي. ولعل نهضتنا تأتي من الجنوب كما فعل المرابطون في الماضي فهناك طاقات بشرية كامنة لم تتح لها الفرصة للتعبير عن إمكانياتها وقدراتها . و يهدف التقسيم إلى إيجاد نوع من التوازن التنموي بين هذه المناطق، وتعزيز المستوى المعيشي للسكان بها حتى تمنع من الهجرة السكانية المستمرة إلى الشمال. فولاية إيليزي على سبيل المثال تحتل المرتبة الأخيرة من حيث المشاريع الاستثمارية بها. وهو ما يبرز ضرورة إطلاق دراسات جادة تهتم بمنطقة إيليزي والمناطق المجاورة لها في المجالات التي تسهل الحياة بها، وبالتالي تجذب الاستثمارات إليها، خصوصا في المجال السياحي الذي يعد من مفاتيح نجاح هذه المنطقة المصنفة عالميا.
والمطلوب من أهلنا في الصحراء أن يستغلوا و يجسدوا طموحاتهم فهذه الولايات الجديدة ستستفيد من ميزانيات مالية وسيكون لها نواب في البرلمان ومجالس بلدية و ولائية منتخبة وستتحول إلى ورشات عمل توفر الكثير من مناصب الشغل زيادة عن المناصب الإدارية وعليهم أن يكونوا في المستوى فلا يتركوا للفساد والبيروقراطية مكانا وسيتم القضاء على مشاكل البعد والتنقل إلى الولايات القديمة والتخلص من المعاناة بصفة نهائية علما أن عواصم الولايات الجديدة ذات أهمية ولها تاريخ وحضور ثقافي قوي مثل تيميمون وبني عباس والمنيعة والمغير و جانت مدينة عثمان بالي والفن التارقي الرائع دون نسيان عين صالح وأولاد جلال و كلها ذات أهمية كبيرة وعوامل النجاح متوفرة وتحتاج الولايات الجديدة إلى حملة إعلامية للتعريف بها والكشف عما تزخر به من إمكانيات وثروات ومستقبل واعد .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)