الجزائر

البليدة.."قوافل الخير" تكرّم اليتامى المتفوّقين



كرّمت جمعية "قوافل الخير لرعاية الأرملة واليتيم" 30 تلميذا يتيما من المتفوقين الأوائل في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا خلال الموسم الدراسي المنقضي، وجرى الحفل في أول أيام سنة 2024 بقاعة المؤتمرات لبلدية الصومعة بحضور عائلات المتوفقين وبعض المسؤولين.يندرج التكريم ضمن مشروع "التلميذ المتميز"، الذي يعتبر من بين أهم المشاريع التي تنجزها جمعية قوافل لفائدة المجتمع، والذي يتضمن برمجة دورات تكوينية ومسابقات بهدف الرفع من مستوى التلاميذ الأيتام الذين ترعاهم وعددهم يفوق أربعة آلاف.
في هذا الصدد، أوضحت صباح مريوة نائبة رئيس الجمعية بأن هؤلاء الأيتام يستفيدون من دروس الدعم بالمجان، أي بموجب اتفاقيات مع مدارس خاصة وأساتذة، وزيادة على ذلك توفر الجمعية للتلاميذ الأيتام المسجلين لديها كل المستلزمات والأدوات عشية انطلاق السنة الدراسية.
في هذا الصدد، تحدثت أستاذة القانون الدولي بجامعة العفرون: "جمعية قوافل الخير تهتم باليتيم جسديا ونفسيا، ومن خلال لجنة التربية تعمل على تجسيد مشروع التلميذ المتميز، الذي يسمح للتلميذ اليتيم بالتفوق في دراسته وتحقيق التميز".
وأضافت بالقول: "الهدف من خلال هذا المشروع هو بناء شخصية سوية للطفل اليتيم، ونحن في جمعية قوافل الخير نحفّز أبناءنا اليتامى على حفظ القرآن وشعارنا "دعه يحفظه القرآن والقرآن يعمله كل شيء"، وهذا لتكوين شخصية سليمة للطفل على مبادئ إسلامية فيكون صالحا في المجتمع".
واللافت أن قوافل الخير توفّر للأطفال الأيتام امتيازا مهما، حيث يمكنهم الحصول على رخصة سياقة بالمجان بحسب تعبير الأستاذة الجامعية، وهذا ضمن تحضيرهم لعالم الشغل وضمن إطار تكوينهم وتدريبهم المتواصل.
تتميز جمعية قوافل اليتيم في أنها متخصصة في رعاية فئة النساء الأرامل والأيتام منذ تأسيسها عام 2017، وبخطى ثابتة تتوجه لتصبح مؤسسة خيرية رائدة، بتشكيل فروع لها في عدة ولايات وحتى في عمق الصحراء، ما أكسبها ثوب الوطنية بعدما بدأت تجربتها الفتية في ولاية البليدة أين يقع مقرها في مدينة بوفاريك.
وكما يدل عليه اسمها، فالجمعية تقوم بقوافل خيرية بزيارة مبرمجة نحو مناطق الظل، وتُجسد عملياتها الخيرية لفائدة الأيتام والأرامل، ومن بين مشاريع حفر الآبار لا سيما في المناطق المعزولة، كما أنها تعتني أيضا بالمرضى والدليل أنها أنجزت مركزا لإيواء مرضى السرطان بالشارع العتيق "باب الجزائر" وسط مدينة البليدة.
مشروع "الأرملة المنتجة"..الاستثمار في الإنسان
اللافت في أنّ قوافل الخير غيّرت مفهوم فعل الخير من خلال الاستثمار في الإنسان ليصبح منتجا فيحل مشاكله بنفسه، وهذا من خلال مشروع الأرملة المنتجة الذي أعطى ثماره بحسب الأستاذة صباح مريوة، والتي ثمنت أيضا مشروع الأرملة المثالية التي يكرس مفهوم المرأة نواة الأسرة وبصلاحها يصلح المجتمع.
فيما يخص الأرملة المنتجة، صرّحت مريوة: "العمل الخيري تطور خاصة بعد اعتماد الرقمنة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة، ولم يعد فقط توزيع الطرود الغذائية والأضاحي على المحتاجين وكسوة العيد فحسب، فالمرأة الأرملة صحيح ندعمها ماديا ومعنويا والصحة النفسية مهمة جدا، لكن نحن نرغب في أن تكون هذه المرأة منتجة، ودورنا أن نوفر لها آلة خياطة أو آلة تحضير العجائن مما يسمح لها بمزاولة بعض الأنشطة التي تدر عليها أرباحا".
وأضافت الناشطة الجمعوية: "العمل الخيري الجديد هو أن نساعد الأرملة على الإنتاج وتسويق منتجاتها، ويمكنها أن توظف نساء يتيمات أرامل مثلها إذا ما نجحت في تجسيد مشروعها الاستثماري، وهذا ما تحقق مع إحدى الأرامل التي نجحت في إطلاق مشروع لتحضير العجائن وقامت بتوظيف يتيمات معها، وفي فترة جائحة كورونا قامت الجمعية بتوفير آلات الخياطة لبعض الأرامل اللواتي جسدن مشروعا هاما بإنتاج الكمامات والأفرشة لصالح المستشفيات، فالعمل الخيري لا يجب أن يكون مناسباتيا بتوزيع القفف بل علينا الاستثمار في العقول".
وفيما يخص مشروع الأرملة المثالية، فقد أوضح الأستاذة مريوة:
«نريد من خلال هذا المشروع تحسين قدرات الأرملة، وتطوير أساليب التكفل بأبنائها بتعليمهم على أسس سليمة وعلى الصلاة وحفظ القرآن، بالإضافة إلى برمجة دورات تكوينية تحسيسية وتدريبية للأرامل، ونكرم الفائزات اللاّتي يتوفّق أبناؤهن في الدراسة".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)