أطلق لفظ الصوفي والمتصوف بادئ الأمر مرادفا للزاهد والعابد والفقير، ولم يكن لهذه الألفاظ معنى يزيد على شدة العناية بأمر الدين ومراعاة أحكام الشريعة1 بل هناك عوامل قوية في الإسلام نفسه وانتشار الشعور باعتزال العالم والهروب من الدنيا وضجيجها وويلاتها، إذن بهذا يتطور الزهد إلى تصوف فيصبح حركة ذات مبادئ وقواعد، لكن بتباين المذاهب الصوفية وكثرتها تحول التصوف إلى حركة جماهيرية2 عرفت عند المتصوفة بالطرقية3 هذه الطرق تمكنت في ظرف قصير من التحكم في توجهات السكان الروحية، ومواقفهم السياسية4
تعتبر الطريقة السنوسية من أهم الطرق التي ظهرت كحركة إصلاحية في العالم الإسلامي عامة، وبرقة بليبيا خاصة، تأسست الطريقة سنة 1844م فارتبطت هذه الدعوة بليبيا وكانت سببا في جمع شمل قبائل الصحراء الليبية، كما كان لها التأثير الكبير في يقظة العالم الإسلامي في مواجهة الاستعمار الأوروبي في بلاد المغرب، وجنوب الصحراء، ويتمثل البعد السياسي للطريقة السنوسية من خلال علاقة الشيخ السنوسي مع الدولة العثمانية وتعامله مع الاستعمار المسيحي الفرنسي والإيطالي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سميرة بوزبوجة
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 13, Numéro 17, Pages 63-72 2012-11-01